2011-01-10 17:02:38

كلمة البابا إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تبادل التهاني بحلول العام الجديد


استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي لتبادل التهاني بحلول العام الجديد. تطرق البابا في كلمته إلى مسألة انعدام التسامح في العديد من المجتمعات وتوقف عند التمييز الذي يعاني منه المسيحيون في دول عدة وعاد ليؤكد أن الدفاع عن الحرية الدينية شرط أساسي لحماية كرامة الكائن البشري. ومن هذا المنطلق أكد بندكتس السادس عشر أن رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام تمحورت حول موضوع الحرية الدينية التي تشكل دربا نحو بناء السلام.

لم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى وضع المسيحيين في العراق منددا بالاعتداءات التي تستهدفهم لإرغامهم على النزوح عن وطنهم. ودعا مرة جديدة القادة السياسيين والدينيين المسلمين إلى بذل ما في وسعهم لضمان أمن المسيحيين كي يقدموا إسهامهم في المجتمع العراقي. بعدها لفت الحبر الأعظم إلى الهجوم الإرهابي على كنيسة القديسين في الإسكندرية معتبرا أن سلسلة الهجمات هذه تحث حكومات المنطقة كلها على تبني الإجراءات الكفيلة بحماية الأقليات الدينية على الرغم من التهديدات والصعاب.

أكد البابا مجددا أن مسيحيي الشرق الأوسط هم مواطنون بكل معنى الكلمة أسوة بأخوتهم في المواطنة، وهم أمناء لوطنهم ولواجباتهم الوطنية، ولهذا ينبغي أن يتمتعوا بحقوقهم كاملة، بما في ذلك حرية العبادة وإقامة الشعائر الدينية، والحق في التربية واستخدام وسائل الاتصالات الاجتماعية. هذا وأعرب بندكتس السادس عشر عن تقديره الخطوات والمبادرات التي اتخذتها بعض الدول الأوروبية الساعية إلى توفير الحماية والدعم للمسيحيين في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بشبه الجزيرة العربية، حيث يقيم العديد من العمال الأجانب المسيحيين تمنى البابا بأن تتمتع الكنيسة الكاثوليكية بالبنيات اللازمة للقيام بنشاطها الرعوي.

توقف البابا في كلمته إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي عند قانون التجديف بباكستان، وشجع السلطات المحلية على بذل الجهود الكفيلة بإلغائه بعد أن ظهر للعيان أن القانون يُستخدم كذريعة لممارسة العنف والظلم بحق الأقليات الدينية. ورأى الحبر الأعظم أن حادثة اغتيال حاكم ولاية بنجاب تعكس ضرورة العمل في هذا الاتجاه قائلا: عبادة الله تعزز الأخوة والمحبة لا الانقسامات والحقد. وإذ أشار إلى أن أفريقيا لم تنج من أعمال العنف ضد المسيحيين لافتا إلى الاضطرابات التي شهدتها نيجيريا عشية عيد الميلاد سطر بندكتس السادس عشر أهمية تعزيز الحوار بين الأديان لترسيخ وتنمية الحرية الدينية لكل فرد وجماعة.

 

كلمة عميد السلك الدبلوماسي لقداسة البابا

 

عبّر عميد السلك الدبلوماسي في كلمته لقداسة البابا عن تمنياته بعام جديد يسوده السلم والتضامن بين جميع شعوب العالم. كما أثنى على جهود الكرسي الرسولي خلال السنة الفائتة من أجل تحقيق العدالة والسلام وخدمة الحقيقة.

أضاف عميد السلك الدبلوماسي لدى الفاتيكان أنه غداة مؤتمر كوبنهاجن شاءت الطبيعة أن تتمرد من خلال الكوارث التي ضربت هايتي وباكستان وإندونيسيا. مع ذلك أسرع المجتمع الدولي ليمد يد المساعدة والتضامن مع المتضررين. يكفي التفكير بما حصل في أحد المناجم في تشيلي.

تساءل عميد السلك الدبلوماسي عما إذا كانت نتائج مؤتمر "ناغويا" الخجولة ومؤتمر "كانكون" ستزيد من وعي البشر لأهمية الحفاظ على الطبيعة والبيئة؟ وقال كيف لا نقلق من جهة أخرى أمام الإرهاب الذي يعتبره كثيرون اليوم وسيلة مشروعة للتأكيد على فكرة مشوهَّة للعدالة والحقوق؟

نأمل أمام البغض الذي ميّز الاعتداءات على المسيحيين في بغداد وعلى كنيسة قبطية في الإسكندرية بمصر بأن يُنصت الجميع إلى كلمات بندكتس السادس عشر "إن أعظم عدالة هي المحبة". إن استمرار الاضطهاد الديني وأوضاع بشر كثيرين في مختلف أنحاء العالم أمر يحملنا على التطلع نحو الكنيسة الكاثوليكية كأمٍ مليئة بالحكمة، تلك الأم التي لم تتردد، خلال سينودس الأساقفة الأخير حول الشرق الأوسط، في تعزيز السلام "أجل، السلام ممكن، السلام حاجة ملحة، لأن رحمة الله أعظم من البؤس البشري". 

إن رحلات البابا الرسولية إلى البرتغال، مالطة، قبرص، بريطانيا وإسبانيا تشهد على الخدمة التي يؤديها خليفة بطرس للمؤمنين والتي تدعونا جميعا إلى الالتزام في خدمة القريب على درب الحوار والتعاون الأخوي بعيدا عن القلق الإيديولوجي والطائفي. أشار عميد السلك الدبلوماسي إلى مبادرة البابا بإنشاء مجلس بابوي للأنجلة الجديدة وبعقد سينودس خاص بهذا الموضوع عام 2012 وأكد أن قبول التنوعية واحترام الاختلافات الثقافية أمور تُغني مجتمعاتنا.   

 








All the contents on this site are copyrighted ©.