2011-01-07 16:28:46

بيان من سفارة الفاتيكان في القاهرة: البابا بندكتس السادس عشر وطريق السلام


قوبل البيان الذي أصدره البابا بندكتس السادس عشر حول الحادث المأساوي الذي وقع في كنيسة القديسَين في الإسكندرية ببعض النقد. ومن المفيد أن نراجع ما قاله البابا حقا خلال عظته "طريق السلام". فبعد أن ألقى قداسته تعليمه الأسبوعي في باحة القديس بطرس بالفاتيكان، وبعد صلاة التبشير الملائكي قال: "أبلغت بمزيد من الألم خبر الاعتداء ضد الأقباط المسيحيين في الإسكندرية بمصر، هذه الجريمة الآثمة ـ تشابه ما حدث في العراق بوضع قنابل بجوار منازل المسيحيين، بهدف إرهابهم ودفعهم لترك بلادهم". وأشار إلى "أن هذا الحادث جريمة بحق الله والبشرية جمعاء" وأضاف: "من أجل مواجهة خطط العنف التي تستهدف المسيحيين والسكان كافة، أرفع الصلاة إلى الله من أجل الضحايا وأسرهم، كما أشجع الجماعات الكنسية كي تثبت في الإيمان وتكون شهادة لـ "لا عنف" جوهر الكتاب المقدس".

نشير إلى أمرين أولا: نعترف أن الهجوم الذي وقع ضد المسيحيين قد أثر على السكان كافة وثانيا: النداء بالرد على هذا الهجوم "بالأعنف". وفي رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام الذي يحتفل به كل عام في كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان في الأول من يناير، قال البابا: "في هذه المناسبة أرفع الصلاة لكل إنسان في هذه الدول وخاصة لحكامها أن يسلكوا بكل حزم في طريق السلام". كما طلب من الشعب ألا يعطي للقلق فرصة أو الانصياع لقوة الأنانية والعنف.

واستطرد في حديثه: "إن الكلمات ليست كافية بل يجب أن تصاحبها أفعال ملموسة من قبل السلطات السياسية كافة". وبالإشارة إلى رسالة اليوم العالمي للسلام تحت عنوان "الحرية الدينية درب للسلام"، فقد استهلت بالكلام على الهجوم الذي وقع على كنسية سيدة النجاة في بغداد وأسفر عن مقتل العديد من المسيحيين. كما تحدثت الرسالة عن الخطط المسبقة التي تستهدف المؤمنين والرموز الدينية". وعلى الرغم من أن المسيحيين هم الجماعة الأكثر معاناة بسبب إيمانهم إلا أن هذه الرسالة موجهة لكل المؤمنين.

وشدد البابا على أن "الدفاع عن الدين هو دفاعا عن الحقوق والحريات لكافة الجماعات المؤمنة. ومن هنا على القادة الدينيين والسياسيين تقديم الدعم الكافي لحماية الحريات والأقليات الدينية. فهذا ليس تهديداً لهوية الاغلبية بل دعوة للحوار والتواصل الثقافي"... "ومن خلال هذه المبادرات سيكون هناك انفتاحا متبادلا للحريات والحقوق في كل أنحاء العالم، وليس للمسيحيين وحسب بل لأتباع الديانات كافة".

كما أشار البابا إلى تزامن عام 2011 الذكرى الخامسة والعشرون لليوم العالمي للصلاة من أجل السلام الذي دعا إليه في أسيزي السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني. ولهذه المناسبة أعرب البابا عن رغبته في دعوة المسيحيين بمختلف طوائفهم وجميع مؤمني الديانات الأخرى ذوي الإرادة الحسنة لزيارة أسيزي بهدف تجديد وعد كل إنسان كي يعيش إيمانه في خدمة السلام".

ومن ثم فإن تصريحات البابا بندكتس السادس عشر ليست تدخلا في السياسات الداخلية للدول، بل دعوة الأفراد والقادة لاحترام المعتقدات الدينية وتشجيع كافة المبادرات السلمية.

المطران مايكل لويس فيتزجرالد، القاصد الرسولي بالقاهرة ـ سفير الفاتيكان








All the contents on this site are copyrighted ©.