2011-01-02 16:52:20

مصر تكثف إجراءاتها الأمنية حول الكنائس وتزود المجندين بالأسلحة وسط تنديد المجتمع الدولي


 

فرضت أجهزة الأمن المصرية في القاهرة ومحافظات أخرى الأحد إجراءات أمنية مشددة لتأمين الكنائس وأعدت مئات الأكمنة على مداخل ومخارج المحافظات. وقالت مصادر أمنية مسؤولة إن اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية أصدر تعليمات بفرض حراسات إضافية من مجندين سريين خارج الكنائس وتزويدهم بالأسلحة للتصدي لأي هجوم حسب ما ذكرت مصادر محلية مطلعة. أضافت المصادر عينها أن كنائس عين شمس وشبرا مصر والقليوبية شهدت إجراءات أمنية مشددة واصطفت سيارات الشرطة وعلى متنها مئات الجنود حولها وتم منع جميع السيارات من الانتظار حول الكنائس أو التوقف بالقرب منها. كما شهدت محافظة الإسماعيلية شمال مصر إجراءات مشددة على جميع الطرق والجسور فيما شهدت كنائس أسوان جنوب البلاد إجراءات مماثلة وانتشرت قوات الأمن بكثافة ومنعت وقوف السيارات أمام الكنائس. وكثفت أجهزة الأمن في الأقصر ومناطق أخرى تواجدها حول الكنائس والأديرة والمناطق السياحية والأثرية واحتجزت مئات المشتبه بهم. كما بدأت السلطات الأمنية في مطار القاهرة وعدد من المطارات الأخرى باتخاذ إجراءات مشددة ومراجعة لأسماء جميع القادمين إلى البلاد في الآونة الأخيرة وشددت من إجراءات فحص الركاب والأمتعة إلكترونيا. وكان 21 شخصا قد لقوا حتفهم وأصيب العشرات في هجوم استهدف كنيسة القديسَين الأنبا بطرس ومار جرجس للأقباط في الإسكندرية شمال مصر ليلة الجمعة السبت. هذا وشارك خمسة آلاف شخص على الأقل مساء السبت في تشييع ضحايا الكنيسة القبطية في الإسكندرية شمال مصر. وأقيمت مراسم التشييع في دير مار مينا على بعد نحو 30 كيلومترا عن المدينة المتوسطية. ورفعت حشود المشيعين شعارات ورفضت تقبل تعازي الرئيس المصري حسني مبارك. نستمع إلى المزيد من التفاصيل في تقرير مراسلنا في القاهرة إميل أمين.RealAudioMP3

وكانت أجواء التوتر مرتفعة خلال النهار في محيط الكنيسة. وقام مئات الشبان الموزعين ضمن مجموعات صغيرة برشق قوات الأمن المنتشرة في المنطقة بالحجارة وعبوات المياه ما استدعى إطلاق عناصر الأمن قنابل مسيلة للدموع وطلقات مطاطية. وعلم أن السلطات الأمنية في مصر أوقفت 17 شخصا وباشرت بالتحقيق معهم بتهمة تورطهم في هذا الاعتداء. وبدأت هذه الأحداث ليل الجمعة السبت بعد الانفجار الذي وقع أمام الكنيسة القبطية. ولم تُعلن أي جماعة حتى الآن مسؤوليتها عن الاعتداء إلا أنه يأتي بعد شهرين على التهديدات التي أطلقها الفرع العراقي لتنظيم القاعدة ضد الأقباط في مصر الذين يشكلون حسب التقديرات الأخيرة أكبر المذاهب المسيحية في الشرق الأوسط. وهم يمثّلون 6 إلى 10% من سكان مصر البالغ عددهم 80 مليون نسمة. وأكدت وزارة الداخلية أنها ترجح أن يكون الاعتداء من تنفيذ انتحاري وتدبير خارجي بعد أن رجحت في بادىء الأمر فرضية السيارة المفخخة. وأكد الرئيس مبارك أن الاعتداء عملية إرهابية تحمل في طياتها تورط أصابع خارجية ودعا المسيحيين والمسلمين في مصر إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة قوى الإرهاب. وفي لبنان تعالت أصوات المرجعيات السياسية والدينية الداعية إلى احتواء العنف والإرهاب بحق المسيحيين في العالم.  لنستمع إلى المزيد من التفاصيل في تقرير مراسلتنا في بيروت دارين الحلوة. 00:02:11:81

الرئيس الأمريكي باراك أوباما ندد بشدة بهذا العمل الإجرامي الذي استهدف الجالية المسيحية ووعد بتقديم المساعدة اللازمة للسلطات المصرية للكشف عن المسؤولين. كما ندد أيضا بالاعتداءات المماثلة التي حصلت في نيجيريا مؤخرا. أما رئيس الجمهورية الإيطالية جورجو نابوليتانو فدعا المجتمع الدولي إلى حماية المسيحيين في مصر وفي بلدان العالم كله متمنيا مبادرات فورية في هذا الاتجاه من قبل المجتمع الدولي. وزارة الخارجية التركية استنكرت هذا الاعتداء وعبّرت عن تضامنها مع الشعب المصري الشقيق.  الإعلام المصري على مختلف اتجاهاته دعا المسيحيين والمسلمين في البلاد إلى التكاتف للتصدي لمحاولات إشعال فتيل نزاع طائفي في مصر وعدم إعطاء الإرهاب سلاحا إضافيا. صحيفة "المصري اليوم" المستقلة دعت السلطات السياسية في البلاد إلى التوقف عن اعتبار هذه المسألة كملف أمني وحسب بدون الاهتمام بنواحيها السياسية. من المجلس المسكوني للكنائس انطلق تنديد شديد اللهجة بهذا الاعتداء بحق مسيحيين أبرياء كانوا منصرفين إلى الصلاة رافقته دعوة للمصريين كي يقفوا متحدين أمام هذا العمل الأثيم. دعا المجلس الرئيس المصري حسني مبارك والقادة الدينيين وحكومات المنطقة العربية إلى التدخل فورا وبحزم لحماية الحقوق الدينية الأساسية لجميع الطوائف والمذاهب. من إيران أيضا انطلق استنكار قوي للاعتداء على الكنيسة القبطية في الإسكندرية إذ قال المتحدث بلسان وزارة الخارجية الإيرانية إنه عمل إرهابي استهدف مكان عبادة ما يثير الغضب والخوف من احتمال تكرار مثل هذه الاعتداءات. وكان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد هنّأ مسيحيي إيران والعالم بسنة جديدة مليئة بالسلام والازدهار. أمين عام المركز الثقافي الإسلامي في روما عبد الله رضوان قال إن الاعتداء على الكنيسة القبطية في الإسكندرية يشكل ضربة قاسية للذين يعملون جاهدين من أجل الحوار بين الديانات. وأضاف أن هذا العمل الإرهابي يستهدف ضرب الجالية المسيحية في مصر وكذلك أيضا الآمال بالحوار والتعايش المدني في هذا البلد. 








All the contents on this site are copyrighted ©.