2011-01-01 15:23:51

عظة البابا في قداس رأس السنة الميلادية: لا يمكن للبشرية أن تستسلم أمام القوى السلبية للأنانية والعنف


قال البابا بندكتس الـ16 إن قراءات الكتاب المقدس اليوم تشدد تحديدا على ابن الله المتجسد وعلى دعوته باسم يسوع وعلى البركة الاحتفالية التي كان يمنحها كهنة العهد القديم للشعب خلال الأعياد الكبرى، ذلك في عظة ألقاها في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة رأس السنة الميلادية وتذكار القديسة مريم والدة الله واحتفالا باليوم العالمي 44 للسلام. 

أكد البابا أن الكنيسة تسأل الله أن يبارك السنة الجديدة ويهطل على الناس عطية السلام، فيما تدرك تمام الإدراك أن الله وحده، إزاء أحداث التاريخ المأساوية وأمام منطق الحرب المسيطر، قادر على لمس أعماق الشعور الإنساني وتوفير الرجاء والسلام للبشرية.

قال البابا: نبغي اليوم جمع صراخ العديد من الرجال والنساء والأطفال والمسنين ضحايا الحرب التي هي وجه التاريخ المهول والأعنف. ولذا نريد من خلال الصلاة مساعدة كل إنسان وكل شعب ومن يسوسون الحكومات تحديدا، على السير الحازم والقاطع في درب السلام.. في الكلمة الذي صار بشرا، قال الله كلمته الأخيرة والنهائية، وعلى عتبة عام جديد، تتردد الدعوة للسير بفرح صوب نور "الشمس المشرق من العلاء".

أضاف البابا يقول: باسم العذراء مريم أم الله والبشر يُحتفل في العالم كله منذ الأول من يناير 1968 باليوم العالمي للسلام. السلام عطية من عند الله. إنها عطية مسيحانية وأول ثمرة لمحبة يسوع. إنها مصالحتنا مع الله. السلام أيضا قيمة إنسانية يجب تحقيقه على الصعيدين الاجتماعي والسياسي لكنه يجد جذوره في سر المسيح.

لمناسبة الاحتفال بيوم السلام العالمي الـ44 يسعدني أن أوجه تحيتي إلى السفراء المعتمدين لدى الكرسي الرسولي وأمنياتي الحارة. تحية أخوية إلى أمين سر الدولة والمسؤولين في دوائر الكوريا الرومانية. تحية خاصة إلى رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام ومعاونيه. أود التعبير لهم عن تقديري لالتزامهم اليومي من أجل تعايش سلمي بين الشعوب وتهيئة متينة للضمائر على السلام في الكنيسة والعالم. في هذا التطلع تلتزم الجماعة الكنسية أكثر فأكثر، وفقا لتوجيهات السلطة الكنسية، في تقديم إرث روحي من القيم والمبادئ في بحثها المستمر عن السلام.

شئت التذكير بهذا الأمر في رسالتي لمناسبة يوم السلام العالمي وعنوانها "الحرية الدينية، درب للسلام": العالم بحاجة إلى الله. إنه بحاجة إلى قيم أدبية وروحية، قيم كونية ومتقاسمة والدين قادر على الإسهام في البحث عنها وفي بناء نظام اجتماعي عادل ومسالم على الصعيدين الوطني والدولي. وبالتالي أكدت على أن "الحرية الدينية عامل أساسي لدولة القانون، لا يمكن نكرانها دون المساس في الوقت نفسه بكل الحقوق والحريات الأساسية إذ إنها خلاصة وذروة هذه الحقوق والحريات".

لا يمكن للبشرية أن تستسلم أمام القوى السلبية للأنانية والعنف. لا يمكنها أن تعتاد على النزاعات التي تولّد الضحايا وتعرض للخطر مستقبل الشعوب. أمام التوترات الحالية المهدِّدة وأمام التمييز والاضطهاد وعدم التسامح الديني أدعو المسيحيين مجددا إلى عدم الاستسلام.

أدعو الجميع إلى الصلاة كي تأتي الجهود المنطلقة من أطراف عديدة من أجل إنماء وبناء السلام في العالم بثمار وافرة. لا تكفي الكلمات للقيام بهذه المهمة الشاقة إذ لا بد من الالتزام العملي والمستمر من قبل المسؤولين عن الأمم ولا بد أيضا وقبل كل شيء أن يحرك روحُ السلام الأصيل قلوبَ الأشخاص كي يبتهلوا مجددا الصلاة في عيش حياتهم اليومية.








All the contents on this site are copyrighted ©.