2010-12-29 15:24:09

المسيحيون المطارَدون في العراق


اضطر "بابا نويل" هذه السنة، إذ شاء الالتقاء بالمسيحيين العراقيين، أن يوجه عربته نحو الأردن، كردستان أو أوروبا. فبعد المجزرة التي ارتكبها رجال القاعدة في كنيسة سيدة النجاة في بغداد في 31 من أكتوبر الفائت قرر آلاف المسيحيين بأن وطنهم لم يعد آمنا لهم.

ليست هذه أول مرة يمس فيها الإرهاب الإسلامي مواقع مسيحية. كما أنها ليست المرة الأولى التي يفر فيها المسيحيون من العراق. وحسب تقديرات وكالة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فمن بين نحو مليون مسيحي كانوا يسكنون في العراق قبل الحرب عام 2003 لم يتبق منهم اليوم سوى نحو نصف مليون وعددهم آخذ في التناقص.

البرلمان العراقي بحث الأسبوع الماضي وضع المسيحيين واتخذ قرارا مبدئيا بمساعدة العائلات التي فرت من منازلها. ولكن لا توجد معلومات لدى البرلمان أيضا عن مكان تواجد المسيحيين وكم منهم بقي في العراق وكم منهم حصل على ملجأ في إقليم كردستان وكم بقوا في منازلهم.

من التقارير في العراق يتبين أن قسما من المسيحيين في الدولة يخافون حتى من تبليغ السلطات بمكالمات هاتفية مهدِّدة أو رسائل إلكترونية يتلقونها تطالبهم بمغادرة الدولة. قال عراقي مسيحي لصحيفة "صوت العراق" إن التوجه إلى السلطات يستدعي منا التعريف بشخصياتنا ولسنا واثقين بأن قسما من المهدِّدين يجلسون في نفس مكاتب الحكم ممن يفترض بهم أن يحمونا.

تقارير أخرى تروي عن ملثمين يظهرون في بيوت المسيحيين في الليل ويطالبونهم باعتناق الإسلام أو المغادرة أو الموت. السلطات العراقية وإنْ كانت وضعت حراسة على الكنائس في المدن الرئيسة في العراق إلا أن زعماء الطائفة قرروا الاحتفال بعيد الميلاد ليس في المساء بل ظهر اليوم التالي.

في الأشهر الأخيرة طُرح اقتراح بجمع المسيحيين في العراق في مدينة واحدة، نينوى، يمكن فيها لكل المسيحيين أن يحصلوا على حماية كاملة من السلطات. ولكن لتحقيق هذا الغرض لا بد من موافقة السلطات ومن ميزانية خاصة ليست على جدول الأعمال في هذه اللحظة.

الأكراد أيضا يعارضون إقامة إقليم مسيحي محمي وذلك لأن سهل نينوى الذي أغلبيته من السكان المسيحيين منطقة يطلبون ضمها إلى أراضيهم. ناشطون مسيحيون في العراق يشرحون بأن مطاردتهم ليست فقط على خلفية  دينية. الشكاوى موجهة أيضا إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي بزعم المسيحيين في العراق لا يفعل ما فيه الكفاية للدفاع عن حقوقهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.