2010-12-20 15:53:15

البابا يستقبل الكرادلة وأعضاء الكوريا الرومانية لتبادل التهاني بحلول عيد الميلاد المجيد


استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح الاثنين كعادة كل سنة الكرادلة وأعضاء الكوريا الرومانية لتبادل التهاني بالأعياد الميلادية يتقدمهم الكاردينال أنجلو سودانو عميد مجمع الكرادلة الذي ألقى باسمهم كلمة شدد فيها على أواصر اللحمة والشركة والمحبة والتعاون مع خليفة بطرس ورأس الكنيسة الجامعة. وجه البابا لضيوفه كلمة مسهبة أعرب فيها عن قلقه إزاء مسيرة العلمنة والانحطاط الأخلاقي الذي يعاني منه عالمنا المعاصر. وشبه المرحلة التي نعيشها اليوم بتلك التي طبعت نهاية الإمبراطورية الرومانية.

قال البابا إن إزاء هذا التدهور الحاصل والذي تزيد من وتيرته الكوارث الطبيعية يبدو للإنسان أنه لا توجد قوة في العالم قادرة على كبح جماح هذا التدهور. لكنه ذكّر بأن الله جاء إلى هذا العالم ليحمي البشر من المخاطر المحدقة بهم، ومن الأهمية بمكان أن يرفع البشر صلواتهم وتضرعاتهم إلى الله القدير خلال زمن المجيء هذا. وقال فلنسأل الله أن يوقظنا من سباتنا العميق ويجدد في داخلنا الإيمان الحقيق القادر على تحريك الجبال.

تطرق الحبر الأعظم في كلمته إلى الأوضاع في الشرق الأوسط وقال إننا نشهد من جديد أعمال عنف وممارسات لا تحترم ما هو مقدس لدى الآخر ونرى أمام أعيننا انهيار القواعد الجوهرية للإنسانية. أكد الأب الأقدس مرة جديدة أن العنف لا يؤدي إلى أي نتيجة بل على العكس إن الوضع الراهن في الشرق الأوسط هو وليد العنف. وقال إنه يمكن استعادة الوحدة والتعايش السلمي من خلال تقديم التنازلات وإرساء أسس التفاهم المتبادل، مؤكدا أن الكنيسة تعمل على إعداد القلوب لتقبل وصنع السلام وهذا هو أحد الواجبات الرئيسة للعمل الرعوي.

بالمقابل أكد البابا أن الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط عاشت على مدى القرون بسلام ووئام إلى جانب اليهود والمسلمين وقال: لقد استمعنا خلال أعمال سينودس الأساقفة الخاص من أجل الشرق الأوسط إلى الكلمات الرصينة لمستشار مفتي الجمهورية اللبنانية الذي تطرق في كلمته إلى العنف الممارس ضد المسيحيين في المنطقة. وقال: "إن ما يصيب المسيحيين يصيبنا نحن أيضا". لكن وللأسف ـ تابع البابا يقول ـ إن أصوات العقل والمنطق ما تزال ضعيفة جدا. سينودس الأساقفة الخاص من أجل الشرق الأوسط أشار إلى أهمية الحوار والغفران وقبول الآخر وهي قيم ينبغي أن نعلنها بالفم الملآن على الجميع. ومن هذا المنطلق يجب أن يسعى القادة السياسيون والدينيون في مختلف أنحاء العالم للتصدي لظاهرة الخوف من المسيحيين أو رفضهم. لا بد أن يقف هؤلاء المسؤولون ليدافعوا عن الضعفاء والمتألمين كي تتحقق المصالحة في المجتمع.

هذا وأشار البابا في كلمته إلى فضائح التحرش الجنسي بالقاصرين على يد بعض الكهنة الكاثوليك وهي ممارسات شوهت صورة الكنيسة وقال لا يسعنا السكوت عن هذه التجاوزات الخطيرة التي ارتُكبت بحق الأطفال. كما دعا إلى تكثيف الجهود من أجل مساعدة ضحايا هذه الانتهاكات وإعادة النظر في الأخطاء المرتكبة واختيار الأشخاص المدعوين إلى سر الكهنوت للحيلولة دون تكرار هذه التحرشات في المستقبل.

هذا وأعرب بندكتس السادس عشر عن قلقه إزاء تنامي سوق المواد الإباحية التي يذهب ضحيتها الأطفال والقاصرون، ناهيك عن ظاهرة السياحة الجنسية التي يشتكي منها أساقفة العالم النامي إذ تهدد جيلا بكامله وتقضي على حرية الإنسان وكرامته البشرية.

لم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى الكاردينال جون هنري نيومن الأسقف الأنغليكاني الذي ارتد إلى الكثلكة وعينه البابا لاون الثالث عشر كاردينالا. وأشاد بصفات هذا الرجل العظيم الذي كرس حياته للبحث عن الحقيقة بقلب منفتح وقد أعلنه البابا بندكتس السادس عشر طوباويا في أيلول سبتمبر الماضي خلال زيارته الرسولية إلى المملكة المتحدة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.