2010-12-18 14:26:24

رسالة البابا بندكتس الـ16 لمناسبة اليوم العالمي للمريض 2011: إن مجتمعا لا يقبل المتألمين هو مجتمع قاس لا إنساني


في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للمريض 2011 بعنوان: "هو الذي بجراحه شُفيتم"(1 بط 2/24)، قال البابا بندكتس الـ16 إن كل إنسان ضعيف ومتألم ومحتاج للاعتناء هو أخونا ويجب أن يحتل صدارة اهتمامنا كيلا يُهَمَش أحد في المجتمع لأن مقياس الإنسانية تحدده أساسا العلاقة بين الألم والمتألم، وأكد أن مجتمعا لا يقبل المتألمين ولا يسهم في تقاسم المعاناة هو مجتمع قاس لا إنساني.

شدد البابا في مطلع رسالته لليوم العالمي للمريض المصادف وتذكار الطوباوية العذراء سيدة لورد في 11 من شباط فبراير، على أن هذه المناسبة التي أطلقها سلفه البابا يوحنا بولس الثاني مدعاة للتأمل والتفكير بالألم ولتفعيل العناية بالمتألمين والمعانين نفسا وجسدا.

في تورينو حيث تسنى له زيارة كفن السيد المسيح والتأمل والصلاة أمامه، قال البابا إن كمّا هائلا من المؤمنين والحجاج مروا عبر العصور أمام هذا الكفن الذي لف جسد رجل مصلوب، يسوع المسيح. فابن الله تألم ومات ولكنه قام ولهذا تحديدا أضحت جراحه علامة فدائنا والغفران والمصالحة مع الله الآب.

دعا البابا المرضى والمتألمين ليروا بعيون الرجاء وعبر جراح المسيح كل الشرور التي تصيب العالم وقال إن الرب لم يستأصل العذاب والشر من العالم بل تغلب عليهما من أصولهما، واعترض كبرياء الشر بمحبته العظمى، ليقول إن درب السلام والفرح هي المحبة.

وبالتطلع إلى اليوم العالمي للشباب في مدريد صيف العام المقبل، وجه البابا أنظاره إلى الشباب وإلى المتألمين منهم تحديدا، فقال لهم "تعلموا النظر إلى يسوع ولقاءه في الإفخارستيا حيث هو حاضر واقعيا حتى بذل ذاته طعاما للمسير، ولكن تعرفوا عليه واخدموه في الفقراء والمرضى والإخوة المتألمين والمعذبين والرازحين تحت الصعاب، المتطلعين إلى مساعدتكم." وحث الشباب، أصحاء ومعافَين، على "خلق جسور محبة وتضامن كيلا يشعر أحد أنه وحيد بل قريب من الله ويكون جزءا من عائلة أبنائه الكبرى".

ناشد البابا في ختام رسالته السلطات مجتمعة لكي تستثمر طاقاتها أكثر فأكثر في مؤسسات صحية توفر مساعدة ودعما للمتألمين والمعانين وبنوع خاص للأكثر فقرا وعوزا. كما وجه دعوة للأساقفة في أبرشياتهم والكهنة والمكرسين والإكليريكيين والعاملين الصحيين والمتطوعين وكل من يعتني بجراح كل مريض ومريضة في المستشفيات ودور العناية وفي الأسر، كيما يروا في وجوه المرضى وجه الوجوه أي وجه يسوع المسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.