البابا يستلم أوراق اعتماد سفير إيطاليا الجديد لدى الكرسي الرسولي

تسلم البابا بندكتس السادس عشر صباح الجمعة أوراق اعتماد سفير إيطاليا الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد فرنشسكو ماريا غريكو. في كلمته إلى الدبلوماسي الإيطالي توقف الأب الأقدس عند الجذور المسيحية التي تشكل منذ قرون جزءا من الإرث الثقافي والتاريخي لإيطاليا. وقال يجب ألا تُنتسى هذه الجذور أو تُهمش لافتا إلى أن محاولات نكران هذا الإرث سببت آلاما كبيرة وانشقاقات وسط المجتمع الإيطالي.

تطرق البابا أيضا إلى اتفاقيات اللاتيران التي حددت العلاقات بين الدولة الإيطالية والكرسي الرسولي في العام 1929 وقال إن هذه الاتفاقات عكست رغبة الدولة في ضمان الحرية الدينية للكنيسة والأفراد وذكّر بأن الدولة مدعوة أيضا للدفاع عن الدور الذي يضطلع به الدين في الحياة العامة مشيرا إلى أن البحث عن النمو الأصيل في المجتمع ليس ممكنا إذا ما تم تهميش الدين أو إقصاؤه عن الحياة العامة.

لفت البابا في هذا الإطار إلى النداءات الداعية إلى إزالة الرموز الدينية في المباني العامة، لاسيما رمز الصليب، وقال إن الصليب يرمز إلى الإيمان المسيحي ويحاكي جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة وليس أداة للتمييز على الإطلاق كما يعتقد البعض. ومن هذا المنطلق قال الحبر الأعظم: أود الإعراب عن تقديري الكبير للحكومة الإيطالية التي تعاملت مع المسألة في ضوء تاريخها وثقافتها وتقاليدها وبشكل يتماشى مع نظرة صحيحة لمبدأ العلمنة.

لم تخل كلمة البابا إلى السفير الإيطالي الجديد لدى الكرسي الرسولي من الإشارة إلى الانتهاكات التي تتعرض لها الحريات الدينية في مختلف أنحاء العالم، وقال إن المجتمع الإيطالي أبدى اهتماما كبيرا بالأقليات المسيحية التي تتعرض للعنف والتمييز بسبب إيمانها الديني أو تُرغم في بعض الأحيان على النزوح عن أوطانها. وختم يقول: آمل أن يزداد الوعي إزاء هذه المشكلة في مختلف أنحاء العالم وأن تُتخذ بالتالي الإجراءات الكفيلة بضمان الحريات الدينية مؤكدا أن الكرسي الرسولي يدعم الجهود التي تبذلها إيطاليا في هذا المجال على الصعيد الدولي.