البابا يترأس صلاة الغروب بالبازيليك الفاتيكانية بمشاركة طلاب جامعات روما

ترأس البابا بندكتس السادس عشر صلاة الغروب أمس الخميس في البازيليك الفاتيكانية بمشاركة طلاب جامعات روما استعدادا لعيد الميلاد، في لقاء يتجدّد كل عام، وألقى عظة استهل كلماتها الأولى بدعوة القديس يعقوب في رسالته "فاصبروا أيها الأخوة إلى يوم مجيء الرب"، وقال الأب الأقدس إنها ترشدنا للطريق نحو بيت لحم وأضاف أن الصبر ـ في كلمات القديس يعقوب ـ ليس مرادفا لاستسلام أو لامبالاة بل فضيلة لمن يعرف بأنه قادر، لا بل عليه البناء على الصخر لا الرمل، داعيا للنظر إلى الحارث الذي ينتظر بصبر زرع الأرض الثمين.

وأشار الحبر الأعظم إلى أن السير نحو مغارة بيت لحم مسيرة تحرّر داخلي وخبرة حريّة عميقة لأنها تدفعنا للخروج من ذاتنا ولقاء الله الذي يُطمئن قلبنا بحضوره ومحبته المجانية، ويرافقنا في خياراتنا اليومية، فهو يريد أن يهبنا الشجاعة لاسيما في اللحظات التي نشعر فيها بالتعب والحاجة لإيجاد الهدوء والشعور بفرح مسيرة الحج نحو الأبدية.

أكد البابا في عظته أن بناء حياتنا والمجتمع لا يتحقّق بعقول وقلوب ساهية، وشدد بالتالي على أهمية عمل تربوي عميق وتمييز متواصل مذكّرا بالتنشئة الفكرية والسلوك الأخلاقي والالتزام الديني التي تحدّث عنها الطوباوي جون هنري نيومان.

ولفت الأب الأقدس لوجود شعور بالحاجة إلى طبقة جديدة من المفكرين في زمننا الحاضر، قادرة على تقديم حلول عملية وملموسة، وقال إن الجامعة مدعوة للعب هذا الدور المتعذّر استبداله، مشيرا إلى أن كنيسة روما ملتزمة منذ سنوات عديدة بمؤازرة دعوة الجامعة وخدمتها.

وإذ ذكّر ببدء مسيرة حج أيقونة العذراء مريم كرسي الحكمة في جامعات إسبانيا، حيّا بندكتس السادس عشر الجميع على أمل اللقاء في مدريد احتفالا باليوم العالمي للشباب في أغسطس آب القادم.