2010-11-18 14:32:09

خطاب البابا إلى أعضاء المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين


قال البابا بندكتس الـ16 إن الوحدة بين المسيحيين لا يصنعها البشر بل تأتي من العلاء من عند الله، وذلك خلال لقائه المشاركين في الجمعية العمومية للمجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين تحت موضوع "نحو مرحلة جديدة من الحوار المسكوني"، يتقدمهم رئيس المجلس المطران السويسري كورت كوخ الذي سيعلن كردينالا السبت القادم.

يعود تاريخ تأسيس المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين إلى 5 من يونيو 1960 حين أنشأ البابا يوحنا 23 مكتب الأمانة لتعزيز الوحدة وفي عام 1988، رفعه البابا يوحنا بولس الثاني إلى مجلس حبري.

أشاد بندكتس الـ16 بالتزام المجلس الحبري في "مشروع الحصاد" بغية تقييم أولي لمسيرة الحوار اللاهوتي انطلاقا من المجمع الفاتيكاني الثاني، ورأى أنه عمل ثمين ظهّر النقاط المشتركة وسطر النقاط التي يجب التعمق بدراستها ومناقشتها.

نفى البابا وجود فتور أم تقاعس في مسيرة الحركة المسكونية، ودعا لزخم أكثر في اللقاءات والحوارات على الرغم من كل الصعاب والعراقيل، ورأى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التحولات الاجتماعية والأنتروبولوجية والبشرية بهدف تطوير فعّال لمسارات الوحدة في ضوء كلام الرب يسوع: "ليكونوا واحدا" (يو 17/21).

شدد البابا على أن هدف المسيرة المسكونية لا يتبدل وكذلك الالتزام الجدي في مواصلتها، فالعمل المسكوني يختلف تماما عن نظم السياسة وأساليبها، إذ ينشط في حركة مزدوجة، أولا في البحث المقتنع والمتحمس والعازم على التوصل إلى الوحدة كلها في الحقيقة، مرورا بالحوار اللاهوتي والصلاة والتوبة والمسكونية الروحية، وثانيا، في الوعي الثابت بأن ساعة الوحدة لا نصنعها نحن، إنما يحققها الله، فهي تأتي من العلا، من وحدة الآب بابنه الوحيد في حوار المحبة التي هي الروح القدس.

وحض البابا ضيوفه على عدم التراخي في إكمال المسيرة المسكونية، بل يجب ترك لله ما هو له من عمل إلهي وللبشر أن يكتشفوا بجدية وثبات وتفانٍ ما هو واجبهم، آخذين بعين الاعتبار التصاق الالتزام بالفعل والتألم، بالنشاط والصبر، بالتعب والفرح.








All the contents on this site are copyrighted ©.