2010-11-06 18:37:42

الزيارة الرسولية لإسبانيا: عظة البابا في قداس ساحة أوبرادييرو في سانتياغو دي كومبوستيلا: يجب أن تنفتح أوروبا على الله


في عظته بكاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا عصر السبت، دعا البابا أوروبا لتنفتح على الله وتخرج للقائه من دون خوف وتعمل بنعمته من أجل كرامة الإنسان التي اكتشفتها أفضل التقاليد: فإلى جانب التقليد البيبلي، هناك الوافدة من الزمن الكلاسيكي والقروسطي والحديث، التي منها ولدت تيارات أوروبا الكبرى: الفلسفية والأدبية والثقافية والاجتماعية.

أشار البابا إلى أن السيد المسيح يتوجه إلى "قادة الشعوب" لأنه حيث يتضاءل الالتزام لصالح الآخرين، تبرز أشكال من التعنت والاستكبار والاستغلال التي لا تترك مجالا لتعزيز أو تنمية بشرية حقيقية شاملة، آملا أن تصل هذه الكلمات إلى الشباب بنوع خاص الذين يدلهم الإنجيل على الطريق، فيتخلوا عن أنانيتهم الضيقة ويصيروا زرع الرجاء.

تطلع البابا إلى أوروبا التي حجت إلى كومبوستيلا في الماضي، فسأل ما هي حاجاتها ومخاوفها وتطلعاتها؟ وما هو إسهام الكنيسة الخاص والرئيس تجاه قارة أوروبا، الكنيسة التي جدّت السير منذ منتصف القرن الماضي نحو آفاق وتصورات ومشاريع جديدة؟ قال البابا إن إسهام الكنيسة مركز في واقع بسيط وحاسم وهو أن الله موجود وأنه من يعطينا الحياة، فالله وحده مطلق ومحبة أمينة لا تتبدل، وغاية لا متناهية تتجلى وراء كل الخيور والحقائق والروائع في هذا العالم.

في أوروبا القرن 19 بنوع خاص، رأى البابا مأساة أن تتأكد وتنتشر القناعة بأن الله مناقض للإنسان وعدو حريته، بهدف حجب الإيمان الكتابي بالله الذي أرسل ابنه الوحيد يسوع المسيح إلى العالم كيلا يهلك أحد بل ينال الجميع على الحياة الأبدية" (يو 3/16). وقال إن الصليب والحب، الصليب والنور كانا مرادفي تاريخنا، لأن المسيح أوصانا بالمغفرة والمصالحة، وسأل: أيها الصليب المبارك، أشرق دوما على أراضي أوروبا!

حث البابا على تمجيد الإنسان الذي يواجه تهديدات تتعرض لكرامته من خلال حرمانه القيم الأصلية والتهميش والموت المسلط على الأكثر ضعفا وفقرا، وشدد على أنه لا يمكن عبادة الله من دون حماية الإنسان ابنه، ولا يخدَم الإنسان من دون السؤال من هو أباه. وأضاف أن أوروبا العلم والتكنولوجيات، أوروبا الحضارة والثقافة، يجب أن تصبح أوروبا المنفتحة على التسامي والأخوّة مع القارات الأخرى، على الله الحي والحق بدءا من الإنسان الحي والحقيقي. هذا ما تريد الكنيسة أن تقدمه لأوروبا: عناية بالله وعناية بالإنسان.

وختم البابا عظته بالدعاء إلى الله كيما يلتمس القديس يعقوب صديق الرب، البركات الفياضة لمقاطعة غاليسيا وللشعوب الأخرى في إسبانيا وأوروبا والعالم أجمع، حيث يشكل الرسول علامة هوية مسيحية ومعززا حقيقيا لبشرى يسوع المسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.