2010-10-26 16:18:41

رسالة البابا لمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ: "عائلة بشرية واحدة"


وجه البابا بندكتس الـ16 رسالة خاصة لمناسبة اليوم الـ97 العالمي للمهاجر واللاجئ الموافق في 16 من كانون الثاني يناير 2011، حملت عنوان "عائلة بشرية واحدة" واستهلها بالقول إن الاحتفال المرتقب يتيح للكنيسة جمعاء أن تفكر بهذا الموضوع المرتبط بظاهرة الهجرة المتنامية وتصلي لأجل ارتداد القلوب وانفتاحها على الضيافة والاستقبال المسيحيين وتعمل على توطيد العدل والمحبة في العالم وهما عمودان يرتكز إليهما بناء السلام الحقيقي والدائم.

عائلة بشرية واحدة، قال البابا، هي عائلة إخوة وأخوات في مجتمع يغدو أكثر فأكثر متعدد الإتنيات والثقافات حيث يضطر الأفراد من ديانات مختلفة إلى التحاور لتحقيق تعايش هادئ ومثمر في احترام الفروقات المشرعة. وهو ما أكده المجمع الفاتيكاني الثاني بأن الشعوب كلها تشكل جماعة واحدة، وأصلها واحد وغايتها واحدة: الله.

وفي مجتمع على طريق العولمة، أضاف البابا، فإن الخير العام والعمل في سبيله لا يمكنهما إلا أن يتحليا بأبعاد العائلة البشرية بأسرها، أي جماعة الشعوب والأمم. ولفت إلى أن الأخوّة البشرية هي خبرة، مذهلة بعض الأحيان، لعلاقة تجمعنا ولرباط دفين مع الآخر المختلف عني، قائم على واقع بسيط وهو أننا بشر.

وذكر بندكتس الـ16 بكلمات الراحل يوحنا بولس الثاني في رسالته لهذه المناسبة عام 2001 حين قال إن "الخير العام والشامل يعانق عائلة الشعوب جمعاء فوق كل أنانية وطنية، ومن هنا يجب اعتبار الحق في الهجرة، وتشرع الكنيسة هذا الحق لكل إنسان في إمكانية الهجرة من بلاده وفي الدخول إلى بلاد أخرى طلبا للعيش الكريم".

وشدد البابا على أن للدول الحق في تنظيم وصول المهاجرين والدفاع عن حدودها مع احترام كرامة كل شخص بشري، كما أن على المهاجرين واجب الاندماج في الدولة المضيفة واحترام قوانينها وهويتها الوطنية.

ودعا البابا لدعم الطلاب الأجانب والقادمين من دول العالم والعمل لصالحهم مسطرا أنهم واقع متنام داخل ظاهرة الهجرة الكبيرة وهم فئة مجتمعية هامة، عازمة على العودة إلى الديار الأصلية بهدف قيادتها وسياستها. هؤلاء الطلاب يشكلون "جسورا" ثقافية واقتصادية بين تلك البلدان الأصلية والبلدان المضيفة، ويتجه هذا الأمر نحو تكوين "عائلة بشرية واحدة".

رأى البابا أن عالم المهاجرين واسع ومتنوع، يعرف خبرات رائعة وواعدة وفي الوقت عينه خبرات مأساوية وغير لائقة بالإنسان وبالمجتمع اللذين يقال عنهما مدنيين ومتحضرين. ويشكل هذا الواقع للكنيسة علامة بليغة في الزمن الحاضر، ويظهّر بوضوح دعوة البشرية لتكوّن عائلة واحدة. فدعا للرجاء والأمل والصلاة لله أب الجميع كي يعين ويساعد الكل ليكونوا رجالا ونساء قادرين على إقامة علاقات أخوية.








All the contents on this site are copyrighted ©.