2010-10-24 15:28:18

البابا بندكتس السادس عشر يترأس قداس اختتام الجمعية الخاصة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد في البازيليك الفاتيكانية قدّاس اختتام الجمعية الخاصة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة وتمحورت حول موضوع "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة ـ وكان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة"...

وفي عظته للمناسبة قال الأب الأقدس "يتّجه الفكر نحو العديد من الإخوة والأخوات العائشين في منطقة الشرق الأوسط، والمعانين من أوضاع صعبة أكان بسبب الضيقات المادية أو الإحباط وحالة التوتر والخوف أحيانا، وأشار إلى أن كلمة الله تقدّم لنا اليوم أيضا نور رجاء معزّ...

وأضاف البابا: تشاركنا الأيام الماضية أفراح وآلام، هموم وآمال مسيحيي الشرق الأوسط، وعشنا وحدة الكنيسة في تعدّدية الكنائس الحاضرة في تلك المنطقة. وبإرشاد الروح القدس أصبحنا "قلبًا واحدا ونفسًا واحدة" في الإيمان والرجاء والمحبة، لاسيما في الاحتفالات الإفخارستية، ينبوع الشركة الكنسية وذروتها...

أكّد الأب الأقدس في عظته أن الصلاة المشتركة ساعدتنا أيضا على مواجهة تحديات الكنسية الكاثوليكية في الشرق الأوسط، وأشار إلى أن شركة أكثر اكتمالا داخل الكنيسة الكاثوليكية تعزّز أيضا الحوار المسكوني مع باقي الكنائس والجماعات الكنسية، وقد أكّدت الكنيسة الكاثوليكية في هذه الجمعية السينودسية على قناعتها العميقة في متابعة هذا الحوار حتى تتحقّق بشكل كامل صلاة الرب يسوع "ليكونوا بأجمعهم واحدا".

وأضاف البابا أن كلمات يسوع "لا تخف أيها القطيع الصغير، فقد حسن لدى أبيكم أن ينعم عليكم بالملكوت" قد تنطبق على مسيحيي الشرق الأوسط، فحتى ولو كان عددهم قليلا فهم حاملو البشرى السارة لمحبة الله للإنسان، محبة تجلّت في الأرض المقدسة في شخص يسوع المسيح... ومن قلب نقيّ، في سلام مع الله والقريب، يمكن أن تولد مبادرات سلام على صعيد محلي، وطني ودولي. وفي مثل هذا العمل الذي تُدعى لتحقيقه الجماعة الدولية بأسرها، يستطيع المسيحيون لا بل عليهم أن يقدّموا إسهامهم بروح التطويبات، فيصبحوا بناة سلام ورسل مصالحة لخير المجتمع كلّه...

وأشار البابا في عظته لاستمرار النزاعات والحروب والعنف والإرهاب في الشرق الأوسط، وقال إن السلام الذي هو عطية من الله، هو أيضا نتيجة جهود البشر ذوي الإرادة الطيبة والمؤسسات الوطنية والدولية، لاسيما الدول الأكثر مشاركة في البحث عن حلّ للنزاعات...

لا ينبغي الاستسلام أمام غياب السلام ـ قال بندكتس السادس عشر ـ فالسلام ممكن وملّح، والسلام شرط ضروري لحياة كريمة للشخص البشري والمجتمع. والسلام هو الدواء الأنجع أيضا لتحاشي الهجرة من الشرق الأوسط. ودعا البابا لرفع الصلاة من أجل السلام في الأرض المقدسة والشرق الأوسط، ملتزمين كيما تنتشر عطية الله هذه في العالم كله...

كما تحدّث الأب الأقدس عن إسهام آخر يستطيع المسيحيون تقديمه للمجتمع وهو تعزيز حرية دينية وحرية ضمير حقيقية، أحد الحقوق الأساسية للشخص البشري، وعلى كل دولة أن تحترمه على الدوام، وأشار إلى أن حرية العبادة موجودة في بلدان عديدة من الشرق الأوسط، في ما مساحة الحرية الدينية هي غالبا محدودة، وقال إن توسيع مساحة الحرية هذه يصبح ضرورة ليضمن لكل المنتمين إلى الجماعات الدينية المختلفة، الحرية الحقيقية للعيش والتعبير عن إيمانهم. ومثل هذا الموضوع يمكن أن يصبح موضوع حوار بين المسيحيين والمسلمين، حوار أكّد آباء السينودس على ضرورته وفائدته...

هذا وأعلن بندكتس السادس عشر أنه، وبعد استشارة أساقفة العالم كله والإصغاء للمجلس العادي للأمانة العامة لسينودس الأساقفة، قرّر تكريس الجمعية العامة العادية عام 2012 لموضوع "البشارة الجديدة من أجل نقل الإيمان". وختم البابا عظته قائلا: إن تجربة هذه الأيام تؤكّد لكم أنكم لستم أبدا وحدكم، وأوكل للطوباوية مريم العذراء، أمّ الكنيسة وسلطانة السلام تطبيق نتائج الجمعية الخاصة من أجل الشرق الأوسط وتحضير الجمعية العامة العادية المقبلة...

وعند الظهر أطل البابا من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي... ذكّر بندكتس السادس عشر في كلمته باختتام الجمعية الخاصة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة حول موضوع "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة ـ وكان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة"، وسلّط الضوء أيضا على الاحتفال هذا الأحد باليوم الإرسالي العالمي حول موضوع "بناء الشركة الكنسيّة مفتاح الرسالة"، وأشار البابا لتشابه موضوعي هذين الحدثين الكنسيين، إذ هناك دعوة للنظر إلى الكنيسة كسرّ شركة، وأوكل لشفاعة مريم العذراء الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط وجميع مرسلي الإنجيل...








All the contents on this site are copyrighted ©.