2010-10-22 17:06:42

سيادة المطران فلابيانوس جوزف ملكيّ، أسقف دارا للسريان شرفًا، أسقف كوريا بطريركيّة أنطاكية للسريان السامي الاحترام (لبنان)


الخميس 21 تشرين الأول أكتوبر

 مداخلات آباء السينودس "المُسلّمة خطّيًّا"

 

تدعو الفقرة 25 من ورقة العمل مسيحيّي الشرق الأوسط إلى بذل كامل الجهود، مع المسلمين المعتدلين والمتنوّرين، من أجل التوصّل إلى إنشاء "علمانيّة إيجابيّة" في الدول الإسلاميّة التي يعيشون فيها، علمانيّة قد تضمن المساواة بين جميع المواطنين وتقرّ بدور الديانات الناجع. فلا شكّ في أنّ هذا الإصلاح للنظام السياسيّ والتيوقراطيّ في بلداننا "يسهّل تعزيز ديمقراطيّة سليمة".

لكن، هل إنّ هذه الاقتراحات، مهما كانت مرجوّة وشرعيّة، تحظى بفرص لتطبيقها؟ هل يمكن تصوّر أنّ البلدان العربيّة في الشرق الأوسط، حيث الأصوليّة آخذة في التصلّب، ستقبل في المستقبل القريب أن تتخلّى عن أنظمتها التيوقراطيّة المبنيّة على القرآن والشريعة اللذين يحويان تمييزًا لافتًا إزاء غير المسلمين؟ يبدو لي أنّ ذلك يبقى نوعًا من ضروب اليوطوبيا والخيال على مدى القرون الآتية.

باستثناء لبنان، يخضع مسيحيّو الشرق الأوسط منذ 14 قرنًا، ويرتفع عددهم إلى حوالي 15000000، إلى أشكال مختلفة من الاضطهاد والمذابح والقتل والتمييز والابتزاز والإهانة. ولا زلنا نشهد إلى اليوم، في الألفيّة الثالثة، بعجز وقلب ممزّق، معاناة إخواننا في العراق وهجرتهم الكثيفة.

هل ينبغي انتظار اختفاء المسيحيّين من الشرق الأوسط لرفع الصوت والمطالبة بقوّة بالحريّة والمساواة والعدالة لتلك الأقليّات الدينيّة المهدّدة في وجودها. هل سيشهد العالم المتحضّر بلا مبالاة زوالهم؟

العمل بلا تأخّر ولا تلكّؤ واجب من أجل إصلاح تلك الأنظمة الإسلاميّة. إنّ مسيحيّي الشرق الأوسط لن يتمكّنوا وحدهم من بلوغ هذا الهدف. ينبغي أن تعينهم الكنيسة الجامعة والبلدان الديمقراطيّة.

1- قد يستطيع الكرسي الرسوليّ التدخّل في هذا المجال لدى البلدان التي يرتبط بعلاقات دبلوماسيّة معها.

2- ينبغي على البلدان الأوروبيّة والولايات المتحدة والبلدان التي تحترم حقوق الإنسان أن تمارس الضغط، على مختلف الأصعدة، على الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان غير القابلة للانتهاك، من أجل دفعها إلى إصلاح قوانينها، تلك المستندة إلى الشريعة الإسلاميّة والتي تعامل الأقليّات الدينيّة كمواطنين من الدرجة الثانية.

لمَ لا تجري مطالبة الهيئات الدوليّة بالدفاع عن قضيّة المسيحيّين، ضحايا التمييز، وأن تفرض هذه الهيئات على البلدان الإسلاميّة معاملة مواطنيها المسيحيّين على غرار البلدان الأوروبيّة التي تمنح المسلمين من الأقليّة، والذين أصبحوا مواطنين، الحقوق عينها التي يتمتّع بها السكّان الأصليّون.

عبر حشد الرأي العامّ الدوليّ بهذه الطريقة، قد يستعيد المسيحيّون دوافع للأمل وكرامتهم كمواطنين مكتملي الحقوق والواجبات، ما قد يمنعهم من الهجرة والتغرّب.

ينبغي علينا أن نطالب من دون توقّف بحقوقنا المنتهكة وبكرامتنا المنكَرة، وأن نعمل من غير كلل على تحسين هذا الوضع غير الطبيعيّ، وفقًا لكلام المسيح: "أطلبوا تعطوا، اقرعوا يُفتَح لكم". أو بعد، اتّباع مثال الأرملة الفقيرة في الإنجيل، الأرملة التي من دون حيلة والتي تمكّنت بفعل الإلحاح من الحصول على العدالة، من قاضٍ ظالم بلا إيمان ولا قلب.








All the contents on this site are copyrighted ©.