2010-10-22 17:06:14

سيادة المطران ربّولا أنطوان بيلوني، رئيس أساقفة ماردين للسريان شرفًا، أسقف كوريا بطريركيّة أنطاكية للسريان السام الاحترام (لبنان)


الخميس 21 تشرين الأول أكتوبر

مداخلات آباء السينودس "المُسلّمة خطّيًّا"

 

لدينا في لبنان، ومنذ عدّة سنوات، لجنة وطنيّة للحوار الإسلامي المسيحي. وكان هنالك أيضا لجنة أسقفية تابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وكان من اختصاصها الحوار الإسلامي المسيحيّ، لكنّها توقّفت في الفترة الأخيرة، لكي تعطي الأهمية للجنة الأولى، فضلا عن أنّها لم تقدّم ثمارا ملموسة.

ينشأ حوار هنا أو هناك، في بلدان عربيّة، كما يحدث في قطر، ويدعو فيها الأمير نفسه، وعلى حسابه الخاصّ، شخصيّات من الديانات الثلاثة: مسيحيّين ومسلمين ويهود. وفي لبنان، وعلى تلفزيون تيليلوميار وقناة النورسات الفضائية، وعلى قنوات تلفزيونيّة أخرى، تقدّم برامج حول الحوار الإسلامي المسيحيّ. وغالبا ما يتمّ اختيار الموضوع، ويقدّم كلّ محاور تفسيره وشرحه الخاص، بما يتلاءم مع تعليم ديانته. وتكون هذه البرامج عادة تعليميّة.

وددت من هذه المداخلة، أن أوجّه الانتباه إلى نقاط تجعل من هذه اللقاءات صعبة وأحيانا غير مجدية. ومن الواضح أنّنا لا نناقش موضوع العقائد. بيد أنّ المواضيع العمليّة والإجتماعيّة الأخرى هي صعبة المعالجة أيضا، لأنّ القرآن والسنّة قد عالجاها. وإليكم بعض الصعوبات التي نواجهها: يغرس القرآن في عقل المسلم الفخر بأنّه الديانة الوحيدة الصحيحة والكاملة، وهي معلّمة من النبيّ الأعظم، وهو خاتم الأنبياء. والمسلم هو جزء من الأمّة المفضلّة، ويتكلّم لغة الله، وهي لغة الفردوس، أي اللغة العربيّة. لهذا ، يأتي إلى الحوار بهذه الكبرياء، وبتأكيد أنّه منتصر.

أمّا القرآن، المفترض بأنّه مكتوب من الله، من ألفه إلى يائه، فيعطي القيمة ذاتها، لكلّ ما هو مكتوب: للعقيدة، كما لكلّ الشرائع العمليّة مهما كانت.

وفي القرآن، لا مساواة بين المرأة والرجل، لا في الزواج، حيث بمستطاع الرجل أن يأخذ عدّة نساء، وأن يطلقهنّ على كيفه. ولا في الميراث، حيث للرجل حصّة مضاعفة عن حصّة المرأة، ولا في الشهادة في المحاكم، أمام القضاة، حيث لصوت الرجل قيمة لصوتين من النساء، إلخ...

ويتيح القرآن للمسلم بأن يخبّئ الحقيقة على المسيحيّ، وبأن يتكلّم ويعمل بما يتعارض مع ما يؤمن أو يفكّر به.

وفي القرآن آيات متناقضة أو منسوخة من الأخرى، بشكل يجعل المسلم يستخدم هذه الآية دون الأخرى، بحسب مصلحته، لذلك يستطيع أن يقول بأنّ المسيحيّ متواضع وتقيّ ومؤمن بالله، أو أن ينعته بالكفر والردّة وعبادة الأصنام. ويعطي القرآن المسلم الحق بأن يحكم على المسيحيّين وأن يقتلهم بالجهاد (الحرب المقدّسة). ويأمر بأن يفرض الدين بالقوّة، وبالسيف. وتاريخ الغزوات شاهد على ذلك. لذلك لا يقرّ المسلمون بالحريّة الدينيّة، لا بالنسبة لهم ولا لغيرهم. لذلك ليس غريبا أن نرى كلّ الدول العربيّة والإسلاميّة ترفض تطبيقا كاملا  "لحقوق الإنسان" المقرّة في الأمم المتحّدة.

وأمام هذه الممنوعات وغيرها الشبيهة بها، هل يجب أن نحذف الحوار؟ بالتأكيد لا. لكن علينا أن نختار المواضيع المطروحة، وأن نختار محاوِرين مسيحيّين قادرين ومؤهّلين، شجعان وأتقياء، حكماء وحذرين... ممّن يقولون الحقيقة بوضوح وقناعة.

نستنكر أحيانا بعض الحوارات على التلفزيون، حين يكون المحاور المسيحي ليس على مستوى المسؤولية، ولا يصل إلى تقديم جمال وروحانيّة الديانة المسيحيّة، بشكل يشكك السامعين. والأسوأ من ذلك، حيث يكون المحاورون من رجال الدين، الذين يعمدون بالحوار إلى كسب تعاطف المسلم كأن يسموّا محمّدا نبيّا، وأن يضيفوا الدعاء الإسلامي المعروف والمردّد دائما: "صلّى الله عليه وسلّم".
ولكي أختم، أقدّم المقترحات التالية:

كما تحدّث القرآن عن مريم العذراء بطريقة جيّدة، مؤكّدا بتوليّتها الدائمة، وحبلها العجائبي والفريد لكي تعطينا المسيح، وبما أنّ المسلمين يحترمونها كثيرا ويطلبون شفاعتها، علينا التوجه إليها في كلّ حوار وفي كلّ لقاء مع المسلمين. ولأنّها أمّ الكلّ، سوف تقودُنا في علاقاتنا مع المسلمين، وستبيّن لهم الوجه الحقيقيّ لإبنها يسوع، مخلّص الجنس البشريّ.

ليت عيد البشارة الذي أعلن في لبنان عيدا وطنيّا، للمسيحيّين كما للمسلمين، يصبح عيدا وطنيّا في بلدان عربيّة أخرى.








All the contents on this site are copyrighted ©.