2010-10-22 11:42:58

سيادة المطران بارنابا السُرياني، أسقف أبرشيّة القديس جورج القبطيّة-الأرثوذكسيّة في روما السامي الاحترام (إيطاليا)


الخميس 21 تشرين الأول أكتوبر

قداسة البابا بندكتوس السادس عشر

الأحبار الأجلاّء الكرادلة-والبطاركة –والمطارنة-والأساقفة

الأباء والأخوة والأخوات الأعزّاء أعضاء السينودس

لقد كلّفني قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة بالحضور لهذا السينودس نائبًا عنه شاكرًا لقداستكم على هذه الدعوة الكريمة للمشاركة في أعمال السينودس وقد كلّفني أن أحمل لقداستكم ولأعضاء السينودس تحيّة المحبّة الأخويّة في اسم ربّنا يسوع المسيح مصلّيًا ومتمنّيًا أن يتمّ الله عمل هذا المجمع بالصورة الطيّبة وأن يأتي بالثمار المرجوّة من أجل خير ورفعة مسيحيّي الشرق الأوسط.

إسمحوا لي أن أقول لقد تأخّر كثيرًا انعقاد هذا السينودس خاصّةً وأنّ الصراعات والإضطهادات التي تعاني منها المنطقة تفاقمت وتحوّلت إلى أنين وآلام كانت نتيجتها هجرة عدد كبير جدًّا من خيرة الشباب المسيحي والمقتدرين فيها تاركين أوطانهم أقصد قلوبهم بتاريخها الطويل وثقافتها الأصيلة وتقاليدها واللجوء والعيش في بلاد وإن كانت غريبة بتقاليدها ونمط حياتها والذي لا يتماشى مع طبيعتهم لكنّها بالنسبة لما عانوه هي أكثر أمنًا وأمانًا وحملت لهم بشرى مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم من بعدهم.

لقد حمل لنا عنوان هذا السينودس الشركة والشهادة معنى ومفهوما جديدا عن مدى المعاناة والتحديات التي يواجهها مسيحيّو الشرق الأوسط نتيجة الصراعات السياسيّة الخطيرة والمعقّدة ومن أبرزها الصراع العربيّ الإسرائيليّ والحروب التي خاضتها المنطقة ومازالت تعيش فيها تسبّبت في خلق كلّ مشاكل الشرق الأوسط والذي من خلاله كردّ فعل نشطت الحركات السلفيّة المعادية لليهود وللمسيحيّين على حدّ السواء وازدادت روح الكراهيّة وعدم قبول الآخر والتقوقع والإنعزاليّة من الجانب الآخر كردّ فعل للضغوط النفسيّة والإضطهادات التي وصلت إلى حدّ الإستشهاد والتهميش وشعورهم أنّهم مواطنين غير أصليّين لما يعانون من تفرقة في المعاملة والوظائف والمراكز والمجالس النيابيّة والمحليّة.

وهنا ألقي على عاتق الكنيسة وكواقع لا بدّ أن تعيشه وتتعايش معه في كيفيّة رعاية هذه المجموعات التي خرجت وتشتّتت في كلّ بلدان العالم بالإضافة إلى رعاية البقيّة الموجودة داخل البلاد وتشجيعها على عدم ترك الأوطان والعمل من خلال المسؤولين على حلّ مشاكلها على قدر الإمكان.

وكخبرة شخصيّة أذكرها إذا كان واقع الهجرة تحتم علينا أن نعيشه لذلك أدركت الكنيسة القبطيّة خطورة التهجير والهجرة وترك الأوطان تحت أيّ سبب من الأسباب لذلك بفكر ثاقب وحسّ روحيّ مرهف أدرك قداسة البابا شنودة  الثالث إحتياج أبنائنا الأقباط المهاجرين (ما يقرب من اثنين مليون مسيحي قبطي) خارج البلاد أن يعيشوا في نفس الجو الكنسيّ والروحيّ الشرقيّ الذي نشأوا فيه وتربّوا على تقاليده لذلك جعل الكنيسة تذهب خلف أبنائها باحثة عنهم خوفًا من فقدانهم وفقدهم للهويّة القبطيّة وذوبانهم في المجتمعات الغربيّة فأسس لهم الكنائس والأديرة والمدارس القبطيّة في المهجر ومنها على سبيل المثال:

في أميركا ... ما يقرب من 160 كنيسة مصريّة قبطيّة وديريْن وخمسة أساقفة

في كندا ........ 20 كنيسة قبطيّة

في بوليفيا.... لنا هناك كنائس ولنا أسقف

في البرازيل...... لنا هناك كنائس ولنا أيضًا أسقف

في أستراليا .... 20 كنيسة قبطيّة ودير وثلاثة أساقفة

في أوروبّا لنا كنائس في كلّ البلاد الأوروبّية تقريبًا و10 أساقفة وثلاثة أديرة

في السودان .... لنا إيبارشيّتان وديران وأسقفَان

في جنوب أفريقيا ... لنا كنائس في كينيا-وزمبابوي وباقي البلاد ولنا دير ولنا أسقفان – وقام أيضًا بتأسيس المدارس القبطيّة في أمريكا وكندا وأستراليا.

ما أريد أن أقوله أننا نتطلّع لهذا السينودس بفضل جهود قداستكم وأعضائه أن يكون بمثابة بصيص من أمل يحمل في طيّاته إيجاد حلول نحو مستقبلٍ أفضل لمشاكل المسيحيّين بالشرق الأوسط.

أشكر أعضاء السينودس من خلال مداخلاتهم إستطاعوا تغطية كلّ النقاط التي عاشوها ورأوها والتي كان من دورها تأثير مباشر أو غير مباشر على حركات الهجرة بالشرق الأوسط. وشكرًا.








All the contents on this site are copyrighted ©.