2010-10-20 10:35:49

صاحب النيافة ماكاريوس تيليريديس، متروبوليت كينيا، بطريركيّة الإسكندريّة وكلّ أفريقيا للروم الأرثودوكس السامي الاحترام (كينيا)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

في هذا اليوم الخاص، يشرّفني وبكلّ تواضع أن أتحدّث أمامكم. وإنّني، يا صاحب القداسة، لأعتبرها بركة أن يتاح لي التحدّث بحضوركم، من هذه المنطقة التي ستكون على الدوام فريدة في تاريخ المسيحيّة، لأنّ الخلق قد نشأ فيها. وفيما تعتبر غالبيّة العالم الشرق الأوسط منطقة غليان، لكنّنا نحن المؤمنين بإنجيل المسيح، نفكّر بطريقة مختلفة، لأنّ إيماننا مؤسّس على تعاليم أمير السلام.

صاحب القداسة، إّن كلماتكم النيّرة، في حديثكم للمجتمع البريطاني، مؤخّرا، قد عبّرت عن قناعة مفادها: "إنّني أدعو إلى الحاجة المتبادلة ، بين عالم العقل وعالم الإيمان - عالم الإنتماء المدني وعالم المعتقد الدينيّ، ولا يجب أن يخاف أحدهما من الدخول في حوار مع الآخر، لصالح حضارتنا". وهذه رسالة قابلة للتطبيق جدّا وبوضوح هنا في الشرق الأوسط حيث المسامحة والحب والتفهم عناصر أساسيّة للعيش المشترك بسلام وتعاون.

قال القديس توما الأكوني: "بسبب أحوال الناس المتعدّدة، تأتي بعض الأفعال حسنة بنظر البعض ، لأنها ملائمة ومناسبة لهم، بينما ينظر آخرون لها بأنّها قاتلة وغير مناسبة لهم". وهذا يعّبر حالنا في هذه المنطقة حيث تجتمع الديانات والثقافات العديدة. وحيث إيمان الواحد يختلف عن الآخر. وفي الشرق الأوسط، تعني الحريّة الدينيّة حريّة العبادة، وليس حريّة الضمير، أي حريّة أن يغيّر الإنسان دينه ويعتنق آخر. ويواجه المرء هنا واقعا يعتبر الدين خيارا إجتماعيّا وحتى قوميّا، وليس خيارا شخصيّا وفرديّا. ويعتبر تغيير الدين واعتناق آخر خيانة لمجتمع مؤسّس أصلا على تقاليد دينيّة. ومع ذلك، علينا أن نتذكّر أنّ ذلك لا يخنق الحبّ المطلوب للوحدة، والعمل المشترك بين الكنائس المسيحيّة في الشرق الأوسط. ومن المهمّ جدّا لنا نحن الرعاة، أن ننمّي روح العمل المشترك، وبحبّ صادق، متذكرين كلمات الأم تريزيا: "إذا أردت إسماع رسالة حب، قم بإرسالها أوّلا". علينا إذا أن نوجّه رسائل حبّ لجميع المحيطين بنا، والذين يؤثّرون في حياتنا بأشكال عدّة.

وفيما يخصّ أخوتنا وأخواتنا المسلمين وأيضا اليهود، لا يمكن إلاّ أن نحترم معتقداتهم وطرق حياتهم. علينا أن ننمّي الإحترام والتقدير لمختلف المعتقدات حولنا، بينما نعظ برسائل السلام والمحبّة بين مختلف الأديان. وإنّ التعاون مع غير المسيحييّن لمهم في معالجة مظالم الماضي، ولدعم مسيرة التعايش السلمي. وكرعاة في كرم الربّ الواسع، أحثّكم على مواصلة الدرب بتواضع ومحبّة وعيش لوصيّة الرب في (متى 28: 19-20).

بالتواضع ستصل رسالة الربّ بالتأكيد إلى جميع الأجناس والمعتقدات والثقافات المحيطة بنا في هذه المنطقة.

مرّة أخرى، أسمحوا لي أن أعبّر عن امتناني الخاص لهذه الدعوة الكريمة، وبخاصّة لكم يا صاحب القداسة البابا بندكتس السادس عشر، طالبا لكم السلام من ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح. فليحفظنا موحّدين في الإيمان دائما.








All the contents on this site are copyrighted ©.