2010-10-20 10:42:30

صاحب السيادة مار جيوارجِس سليوا، متربوليت بغداد والعراق السامي الاحترام (العراق)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

يسرّني أن أنقل إليكم تحيّات وصلوات بطريركنا صاحب القداسة مار دينخا الرابع.

إنّ جميع المسيحيّين في الشرق الأوسط وبخاصّة المواطنين المسيحيّين العراقيّين قد سمعوا عن هذه الإجتماعات. وكلّهم يعتبرونه تجمّعا روحيّا مقدّسا، ويؤمنون بأنّه مهما وحينما نسأل الله من أجل سلامتهم وسعادتهم فإنّه تعالى سيستجيب. وأظنّ بأنّ هذه الإجتماعات ستحمّلنا مسؤوليّة كبيرة إذا لم نحقّق شيئًا مِمّا يتوقّعونه. وعلينا التنبّه إلى ضرورة الإعتناء بإيمانهم وباعتمادهم على الكنيسة.

دعونا نعمل معًا من خلال حدائقنا الجميلة، المقدّسة والمتنوّعة، بصداقة وبأخوّة وبروحانيّة، لكي نستمرّ بإرواء جذورنا المسيحيّة في هذه الأرض ولإنقاذ العالم من الويلات المرعبة، ولكي نعيش بإحترام وصداقة مع المؤمنين بالله تعالى في كلّ مكانٍ وفي كلّ بلد، ولنعيش حسنًا كمواطنين محترمين من خلال مدّ يد العون لجيراننا المحتاجين.

جميع شعوب العالم والحكومات، وكلّ الكنائس والمؤسّسات الإنسانيّة، في كلّ أنحاء العالم، يعرفون جيّداً ماذا يجري في العراق ويدركون تمامًا الظروف الطارئة والحالات المروّعة التي تواجه الشعب العراقي بشكلٍ عام، والمسيحيّين منهم بشكل خاص، منذ الغزو في نيسان2003.

المشاكل والمعاناة التي يقاسيها مسيحيّو العراق هي مختلفة تمامًا عن مسيحيّي بلدان الشرق الوسط.

علينا أن نبحث وأن ندرس الأسباب التي سمحت بحدوث هذه الحالات الطارئة المروّعة، والوقوف على حقيقة  مَن يقف وراء هذا كلّه،  لكي يوجد هذا المؤتمر حلاًّ نِهائيًّا  لِمَ يجري في بلدنا، فيكفّ المواطنون المسيحيّون العراقيّون عن التفكير بالفرار من بلدهم.

إنّ الوضع يستدعي إتخاذ خطوات سريعة، حكيمة وعاجلة. وإلاّ فإنّ المواطنين المسيحيّين العراقيّين التعبين والمعذّبين، لن يثقوا بأحد، ولن يعلقوا أملا على مثل هذه الإجتماعات. وسوف يقولون:" حتّى متى ننتظر؟" ثُمّ يحضّرون لترك  المهد التاريخي للحضارة والمسيحيّة.

  أغتنم هذه المناسبة الهامّة لكي أسألكم، إخوتي وأخواتي الأعزّاء، انطلاقًا من مواقعكم ومسؤوليّاتكم، أن تحثّوا  المؤسّسات الإنسانيّة العالميّة والمنظّمات السياسيّة، لإنقاذ الشعب العراقي عامّةً من هذا الوضع المدمّر وخلق ظروف سلميّة تساعد المسيحييّن على البقاء في هذا البلد، وسيسهم ذلك في توقيف الهجرة، وتخفيف "وجع الراس" على الحكومات الغربيّة لقبول أو رفض هؤلاء المهاجرين.
أتمنّى أن يكون هذا اللقاء مباركًا ومثمرًا ليضاعف لدى المؤمنين الإيمان والرجاء بالكنيسة المقدّسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.