2010-10-20 17:27:02

سيادة المطران جورج بكر، رئيس أساقفة بيلوزيو شرفًا للروم الملكيّين، أسقف مساعد والنائب العامّ للروم الملكيّين لمصر والسودان السامي الاحترام (مصر)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

إنّ التربية المبنيّة على الحرّيّة هي مسألة أساسيّة من أجل التوصّل إلى التعايش المتناغم في مجتمع يتألّف من ديانات كثيرة.

تتطلّب هذه الحياة المشتركة بين الأفراد والمجتمعات الحكمة والمثابرة.

لن يتحقّق ذلك أبدًا، طالما لا يقوم أي إنسان يتمتّع بحرّيّته الخاصّة، باحترام حرّيّة الآخر. علينا أن نقبل أنّ حرّيّتنا الخاصّة وحرّيّة القريب متلازمتان لا تنفصلان.

ينبغي أن تكون تنشئة الأجيال المستقبليّة مركّزة حول احترام معتقدات الآخرين وإيمانهم، بالإضافة إلى احترام فرائض الضمير العادلة. ذلك جوهريّ من أجل أن يكون الحوار بنّاءً والعمل فعّالاً. يصبح عندها الجهد جماعيًّا، بالعمل معًا في كلّ ما يجمعنا، كالمبادئ الاخلاقيّة والقيم الإنسانيّة.

على مستوى المبادئ والقيم الإنسانيّة المشتركة، نذكّر، من بين أمور أخرى، بأهمّيّة أن نكون مسؤولين عن بعضنا البعض. نشدّد على نوعيّة هذه المسؤوليّة الفرديّة والجماعيّة، الهادفة إلى التحقيق الأصيل للعائلة الإنسانيّة الكبرى.

انطلاقًا من هذا السياق، نقبل بضرورة خطاب دينيّ وإنسانيّ جديد، فضلاً عن خطاب تعليميّ جديد لدى مؤسّساتنا التربويّة، يدعو إذًا إلى الانفتاح على القريب.

تسعى الديانات جميعها إلى تحقيق الإنسان. فهي تهدف إلى دفع الإنسان نحو مسار الفضيلة الصالح والمبادئ الأخلاقيّة السامية.

في حياتنا المسيحيّة، تحكم علاقاتنا توصية واحدة: توصية الحبّ المتبادل. لقد تلقّينا من الربّ وصيّته الجديدة: "أحبّوا بعضكم كما أنا أحببتكم" (يو 13: 34).

نسعى، عندنا، أن ننشئ الأجيال الجديدة عبر مدارسنا الكاثوليكيّة، ويرتفع عددها إلى 168 مدرسة موزّعة في كلّ أنحاء مصر. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المؤسّسات التربويّة مفتوحة للمسيحيّين والمسلمين على حدّ سواء، وهي تعمل بوعي منها أنّ المسيحيّة والإسلام يوفّران توازنًا للإنسان في إيمانه وعلاقته مع الله، طالما أنّ كلّ واحد منفتح على الآخر.








All the contents on this site are copyrighted ©.