2010-10-20 17:11:06

سيادة المطران جوزيف سويف، رئيس أساقفة قبرص للموارنة السامي الاحترام (قبرص)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

سينودس الشرق الأوسط هو مكان لتجديد الكنيسة من الداخل في خبرة الشركة والشهادة "لكي يؤمن العالم" (يو 17: 21). والشركة في الواقع هي نقطة الإنطلاق لوجود جماعة المؤمنين، وهي تتقوّى وتتطوّر من اللقاء الشخصي مع الرب يسوع، في كلمته وفي الإفخارستيا. ومنها ننطلق إلى الشهادة عبر تعاوننا وهو الخيار الإستراتيجي اليوم. فبالصدق والتواضع والمسؤولية والمحبّة، نريد أن نقرأ العناصر السلبيّة التي تمنع الشركة، وستكون الروح المسكونيّة هي المنهجيّة في المقام الأول. ومن محبّة المسيح ننطلق إلى حوار الحياة، بإحترام الحوار عقائدي الذي هو عمل الروح القدس.

إنّا بحاجة إلى قوّة الحضور في الشرق الأوسط، حضور نوعي، ديناميكي، إرسالي وخدَمي، وقد كان هكذا على الدوام وسيبقى كذلك في الشرق وفي الغرب.

هنالك تحديّات تفرضها الأوضاع السياسيّة والصراعات واشكاليّة الحريّة الدينيّة وحريّة الضمير، والكنيسة هي ضامنة الحريّة، وحضورها هو ربح ليس فقط للمسيحيّين، بل للجميع، وبخاصّة الذين يؤمنون بالقيم الإنسانيّة والروحيّة، ومن يلتقون بشكل مباشر أو غير مباشر، مع المواقف  الكنسيّة. وأيضا إنّ الحضور المسيحي هو حقا علامة، وعليه أن يكون مسنوداً من الكنيسة العامّة، ومن الأسرة الدولية. للمساعدة على تخطّي الأكثريّة الشعبيّة، والأنظمة الإجتماعيّة والدينيّة، السائرة عكس القيم الإنسانيّة، قيم الحريّة، وقيم الحوار واللقاء بين الثقافات المتعدّدة. فنحن نعيش اليوم صراعاً حقيقيّاً بين الثقافات وصراعا بين العقليّات وصراع التقارب والرؤى، حتى داخل الديانة نفسها، حيث تستطيع المسيحية أن تقوم بالكثير وأن تقول الكثير، وأيضا أن تقدّم حلولا. فلنأخذ المبادرات معاً من أجل صياغة مشاريع تربويّة وإجتماعيّة تساعد على تغيير العقليّات، وعلى التربية على تقبّل الإختلافات وحقوق الإنسان. إنّ المنطقة تنتظر من المسيحييّن إسهاماً واضحاً لبناء حضارة المسامحة والسلام. وغيابنا خسارة لنا وللجميع. وعلى الهجرة أنْ تصبح انتشارا إرساليّا، ينقل روحانيّة الشرق، عن طريق الليترجيّا التي لها أبعاد قوّية جدّا في حياة المؤمنين، وعن طريق مواقف متعدّدة دينيّا وإنسانيّا وتجعل من عائلاتنا خميرة وملحا بين المجتمعات المتعلمنة. فالهجرة لمسيحيّي المنطقة هي علامة نبويّة لشهادة لا أحد منّا يستطيع التكهّن بنتائجها . يخبرنا التاريخ أن المسيحيّين السريان قد وصلوا إلى الهند والصين، وسط ظروف إجتماعيّة وإنسانيّة، ونشروا الإيمان. فلنطلب من أخوتنا أن يقوّوا عمل التضامن، ومن أنفسنا القيام بمشاريع رعويّة وروحيّة وإجتماعيّة تظهر الشركة وتعيد ثقة الشعب بنا.
إنّ خبرة قبرص، في أبرشيّتي، تبيّن أنّ بمستطاع الديانات أن تعيش معا، بالرغم من الجروحات. ونحن الموارنة، نعيش في الجزيرة منذ 1200 سنة وتاريخنا حافل بالقدّيسين والشهداء. ومع أخوتنا المواطنين ، ننشد السلام، في العدالة والمحبة المؤسّسة على الحقيقة والحريّة. نريد أن يفتح الجامع والكنيسة أبوابهما للجميع، وأن يكونا مساحة لقاء ومغفرة، ومكاناً لتنقية الذاكرة، نحن الموارنة نرغب بالعودة إلى قرانا، بالرغم من الصعوبات. نريد أن نشهد في الجزيرة التي تشكّل جسرا بين الشرق والغرب، لقيم الحوار والعيش المشترك لبناء ثقافة السلام والمحبّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.