2010-10-20 11:04:43

سيادة المطران جاتشينتو بولس ماركوتسو، أسقف عمّاوس شرفًا، أسقف القدس المساعد للاتين، النائب البطريركيّ لإسرائيل السامي الاحترام (القدس)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

1. الأمر يتعلّق، في المطلق، بالحاجة الكبرى للكنيسة في الشرق الأوسط: التنشئة هي الأولويّة الرعويّة التي يتعيّن على السينودس الخاصّ من أجل الشرق الأوسط اعتمادها. صحيح أنّ الشرق الأوسط المسيحيّ متعلّق بقوّة بالإيمان، لكنّ هذا الإيمان وراثيّ، إجتماعيّ وطائفيّ. لكي نجعل إيماننا شخصيًّا بقدر أعمق، مشغفًا وحيًّا، نحن بحاجة إلى وساطة ثقافيّة تاريخيّة للإيمان.

2. إنّ الطريقة الفضلى لتنفيذ هذه العمليّة الرعويّة المتعلّقة بالإيمان وبالكنيسة، هي، وإنّي مقتنع بذلك، الطريقة التقليديّة التي تبقى على الرغم من ذلك دائمة التجدّد: أي الرؤية والحكم والعمل. رؤية الحقيقة، تغيّرات و"علامات الأزمنة"؛ الحكم على الحقيقة في ضوء كلمة الله والإيمان والتمييز بوضوح؛ أخيرًا، ترجمة كلّ ذلك في الحياة ببرمجة مسارات عمل والتزام. هي طريقة الإنجيل، طريقة التجسّد، طريق عمّاوس، تقليد الكنيسة، لا سيّما الشرقيّة، طريقة المجمع الفاتيكانيّ الثاني وورقة عملنا أيضًا.

3. هل هي طريقة فعّالة في الحقيقة؟ نعم، تاريخيًّا وحاليًّا. في القرنين السابع والثامن، استطاعت الكنائس الشرقيّة أن تخلّص نفسها لأنّها عرفت كيف تضمن هذه الوساطة الثقافيّة والتاريخيّة الكبيرة للإيمان، وساطة خلّصت حَرفيًّا الوجود المسيحيّ في الشرق الأوسط، بينما اختفى في بلدان أخرى. وهبتنا هذه الوساطة "اللاهوت العربيّ المسيحيّ"، إرثًا للكنيسة في الشرق لا يُقدّر. في الأرض المقدّسة اليوم، حقّقت الكنائس الكاثوليكيّة كلّها وساطة ثقافيّة كبيرة جديدة، وعاشت تجربة السينودس الرعويّ الأبرشيّ الذي أعاد إحياء إيماننا وأعاد إنعاشه بكلّ ما للكلمة من معنى، وقد أعطانا "خطّة عامّة رعويّة" مشتركة لزمننا.

4. في ما يتعلّق بالوساطة التي هي الطريقة الأنجع للتطبيق في أوقات التجدّد والتغيير، إنّ الوساطة الثقافيّة للإيمان هي أيضًا الوساطة الأنسب لوضعنا مع إسرائيل، حيث لنا حقيقتان جديدتان تاريخيتان كبيرتان على الصعيد الكنسيّ:

أ) جماعة عربيّة فلسطينيّة تعيش كأقليّة داخل أكثريّة يهوديّة؛

ب) نشوء جماعة كاثوليكيّة ذات "تعبير يهوديّ".








All the contents on this site are copyrighted ©.