2010-10-20 11:08:01

سيادة المطران توماس أوسمان، كبّوشيّ، أسقف بارنتو السامي الاحترام (إريتريا)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

نعيش نحن أيضًا في أوضاعٍ شديدة الصعوبة بفعل سلسلةٍ من المشاكل البيئيّة والاقتصاديّة والسياسيّة العاجلة. وبلا شكّ، تشكّل خبرة الشركة الأخويّة التي سُمِح لنا بعيشها هذه الأيّام، نحن المجتمعين حول الأب الأقدس، هبةً من الروح المعزّي لكلّ جماعاتنا في إريتريا.

إنّ لحضور كنيسةٍ إفريقيّة ككنيستنا، إثيوبيّة وإريتريّة، في إطار سينودسٍ بموضوع "الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط"، الكثيرَ من المعاني.

نحن نشكّلُ جغرافيًّا نقطةَ وصلٍ بين أفريقيا وآسيا، ولهذا السبب كانت مناطقنا خلال آلاف السنين مكان لقاءاتٍ خصبةٍ بين جماعاتٍ بشريّة، وثقافاتٍ ودياناتٍ تمّت بين ضفّتيّ البحر الأحمر.

إنّ المقوّمة الثقافيّة الساميّة التي التحمت بالثقافة النيليّة-الصحراويّة والكوشيّة السابقة للعصر المسيحيّ وخلال العصر المسيحيّ القديم، قد شكّلت الأرض التي التحمت بها بشارة الإنجيل وجُملة الثقافات اليهوديّة-المسيحيّة التي كانت جزءًا لا يتجزّأ من المسيحيّة التي نمت في أرضنا. لم يكن المقصود بذلك مجرّدَ تبديلٍ للنماذج الثقافيّة، بل اتّحادًا وثيقًا حقيقيًّا منثقفًا سمحَ للمسيحيّة، كما اعترف سينودس الأساقفة من أجل إفريقيا سنة 1994، بالتجذّرِ في الـ "mens" (العقل) والـ "humus" (التربة) الثقافيّة لشعبنا. إن التقاليد الليتورجيّة والروحيّة-الرهبانيّة والأدبيّة التي منذ البدء وضعتها معًا الكنائسُ القبطيّةُ والسريانيّة، تشكّلُ جزءًا أساسيًّا من هذا الاتّحاد الوثيق، وكانت قد تطوّرت لاحقًا إلى "خاصّةٍ" طوال قرون عزلة بلدنا بعد زوال مملكة أكسوم، وأعطت ثمارًا خصبةً في الحياة الداخليّة للجماعات المسيحيّة وفي نشر الإنجيل.

إنّنا لمقتنعون بأنّ منطقتنا اليوم ما زالت تستطيع، ويجب عليها، أن تستمرّ في عيش رسالتها كـ"جسرِ" لقاءات بين إفريقيا والشرق الأوسط في تبادلٍ مُغنٍ للقيم الروحيّة والثقافيّة، للخبرات واللقاءات، كما يحصل الآن في هذا السينودس. يمكن تسهيل ذلك، بين جملة الأمور، من خلال إنشاء هيكليّاتٍ ثقافيّةٍ، وأنماط دراساتٍ شكليّةٍ وغير شكليّة، ولقاءٍ وتفكيرٍ، ويمكن تحقيق كلّ ذلك بوساطة مجمع الكنائس الشرقيّة. حتّى نتمكّن معًا من تقديم شهادة فعّالة من جديد لـ"وحدة القلوب والنفوس" في وجه تهديد غياب السلام وفي وجه مختلف القوى المُفكِّكَة التي تهدّد قارّاتنا.

إنّ إمكانيّة جعل منطقتيّ البحر الأحمر مُختَبَرًا للسلام ولحوار ما بين الثقافات ومابين الديانات، تتوقّف بالواقع على قدرة جماعاتنا المسيحيّة على أن تضع في أسس الدبلوماسيّة الشكليّة، دبلوماسيّة الروح والقلب هذه التي هي قبل كلّ شيء هبةٌ من روح يسوع المسيح، روح السلام والمحبّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.