2010-10-20 17:08:46

حضرة المونسنيور ميخائيل موراديان، رئيس دير المعهد الإكليريكيّ البطريركيّ في بزمّار الجزيل الاحترام (لبنان)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

صحيح أن الشرق الأوسط هو الأرض المقدّسة وأرض القدّيسين، أمرٌ مثبتٌ بفعل التقديسات والتطويبات التي تمّت مرارًا في السنوات الأخيرة: مار شربل، نعمة الله الحردينيّ، رفقا، أبونا يعقوب، أغناطيوس مالويان، الأخ إسطفان، الخ. ولكن يجب ألاّ يحجب ذلك أعيننا عن الحقيقة بأنّنا نعيش أيضًا في الشرق الأوسط أزمة دعوات.

الإحصاءات التي تمّت خلال دورة تنشئة للرهبان والتي شارك فيها 129 راهبًا وراهبة هي البرهان الأبلغ على ذلك. لقد أجابوا على السؤال التالي: ما هي أسباب انحدار عدد الدعوات الرهبانيّة، وما هي نتائجها على الأمد القريب والمتوسّط والبعيد، وما هي الحلول الممكنة؟ أعرض هنا خلاصة الأجوبة:

1. الأسباب الرئيسة: انخفاض الولادات في العائلات المسيحيّة. المشاكل المادّيّة والأخلاقيّة التي تواجهها العائلة. أزمة القيم. صعوبة الالتزام لأمدٍ بعيد. تحرّر المرأة. أزمة الإيمان. الشهادة الخاطئة التي يؤدّيها المكرّسون والمكرّسات.

2. حلولٌ ممكنة: مساعدة العائلة. التربية على القيم الصحيحة. أن يؤديَ المكرّسون والمكرّسات شهادة صادقة لأمانتهم للمسيح ولتكرّسهم... تأمين تمييز جيّد للدعوات. إعطاء الأولويّة للنوعيّة على حساب الكمّيّة. السهر على مرافقةٍ روحيّة جيّدة للدعوات. التزويد بتنشئة أوّليّة ودائمة مناسبة.

وخلال تحليل الأجوبة لاحظنا أن هؤلاء الرهبان والراهبات الـ 129، سواء كان في أسباب انحدار عدد الدعوات الرهبانيّة أو في الحلول الممكنة، قد أعطوا المركز الأوّل للعائلة. وذلك لأنّ العائلة هي نواة المجتمع. وفيها يتلقّى الشخص تربيته الإنسانيّة والدينيّة الأولى. تولَد الدعوات داخل العائلات المؤمنة والممارِسة.

"والكنيسة، إذ تدرك أن الزواج والعائلة يشكّلان إحدى أغلى القيم الإنسانيّة، تريد أن تُسمع صوتها فتساعد أولئك الذين يدركون قيمة الزواج والعائلة وقدرهما ويسعون إلى أن يعيشوا بمقتضى هذه القيمة بأمانة، وأولئك الذين يبحثون في حيرة وقلق عن الحقيقة، وأولئك الذين يُمنعون ظلمًا من أن يعيشوا بحرّيّة عيشة العائلة" ("وظائف العائلة المسيحيّة"، 1).

الحديث عن "رعويّة الدعوات" يعني "رعويّة العائلة". وأرى أنّ "ورقة العمل"لم تولِ موضوع العائلة الأهمّيّة التي يستحقّها، لذا أقترح أن يُؤخذ ذلك بعين الاعتبار في الـ"رسالة المعتادة" (Nuntio).








All the contents on this site are copyrighted ©.