2010-10-20 11:32:41

حضرة السيّدة جوسلين خويري المحترمة، عضو مؤسّس ورئيسة الحركة المريميّة "اللبنانيّة إمرأة 31 أيار" (لبنان)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

أرغب في التوقّف على مفهوم الـ"حضور" كما يشار إليه في ختام الخطوط العريضة. بصفتي امرأة تنتمي إلى الكنيسة في العالم العربيّ والشرق أوسطيّ أعتبر أنّه بنوعيّةِ حضورنا كمسيحيّين ترتبط إلى حدٍّ كبير استمراريّةُ حضورنا أمام الربّ مخلّصنا وأمام أخوتنا في المنطقة. تؤكّد خاتمة النصّ على أنّه يمكن لهذا الحضور أن يصبح هامًّا وذا شأنٍ تبعاً لتصرّفنا.

أعتقد بأنّنا مدعوّون لأن نكون (ليس فقط بالتعبير) إجابةً واقعيّة، إنسانيّة وثقافيّة على الكثير من الأسئلة المطروحة من قبل أبناء جيلنا. إجابة تعكس معنى الإنسان الجديد وقيمة حياته المقدّسة. علينا أن نمنح الفرصة للمرأة، للشبّان، للأزواج وخصوصًا للأشخاص المصابين بإعاقة في كنيستنا، فيستطيعوا اتخاذ خيارات حياة بما يتّفق مع الإنجيل واكتشاف رسالتهم الخاصّة في قلب الكنيسة والمجتمع العربيّ والشرق أوسطيّ. آمل أن نتمكّن من إيلاء اهتمامٍ خاصٍّ للنواحي الأخلاقيّة والاجتماعيّة والمختصّة بعلم أخلاقيّات الحياة المتعلّقة بجوهر شهادتنا، خصوصًا وأنّ مجتمعنا لم يعد بمنأىً عن التصرّفات السيّئة التي تمسّ كرامة الزواج والإنجاب والجنين البشريّ. لا بدّ من إدماج التحضير البعيد للزواج وللقيم العائليّة في أولويّات برامجنا التربويّة والرعويّة من أجل المساهمة في المجابهة الواعية والمسؤولة لشذوذ المجتمع الاستهلاكيّ الذي يجتاحنا على الرغم من الصعوبات الوجوديّة التي نعيش. أن تستطيع المرأة المسيحيّة التعبير والشهادة لبهاء الإيمان وللمعنى الحقيقيّ للكرامة، هي شهادةٌ عاجلة أخرى تستوقف المرأة المسلمة وتفتح مسارات جديدة للحوار. وليس بالأمر الثانويّ بوجه تهديد الهجرة الدائم أن تكون عائلاتنا مدعومةً ومرافَقَة من قبل كنيستها، الأمّ والمعلّمة، من أجل أن تكون وبطريقة حسيّة واختياريّة، معابدَ منفتحةً على عطاء الحياة، خصوصًا عندما تكون هذه الأخيرة مجروحةً بالإعاقة أو بالصعوبات الاجتماعيّة الاقتصاديّة. ويبرز الارتداد على مستوى سلّمنا للقيم وطريقة عيشنا، حاجةً عاجلة جدًّا. فنحن مدعوّون إلى أن نصير، مع مريم، خدّام الرجاء في هذه المنطقة المجروحة والضحيّة للكثير من الظلم. وما يمنع من أن نعهد إليها أو حتّى أن نكرّس لها كامل الشرق الأوسط المهدّد بالكثير من المخاطر القاضية؟








All the contents on this site are copyrighted ©.