2010-10-20 11:33:09

حضرة السيّد حوزيف بطرس فرح، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مونا) في "كاريتاس الدوليّة" المحترم (لبنان)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

باسم كاريتاس لبنان، أشكر دعوتي للمشاركة في هذا السينودس، وأجد فيها تعبيرًا واضحًا من خليفة بطرس عن ثقته وعن تقديره لعمل كاريتاس الرعوي الإجتماعي، الذي انتدبتها له الكنيسة، ونأمل في أن تتمكّن كاريتاس، المتواجدة بشكلٍ فاعلٍ في كلّ دول الشرق الأوسط، من رفع عملها وتفعيله وتطويره، بوحي من تعاليم الكنيسة الإجتماعيّة، ومن خلال التفاعل والتنسيق والتضامن بين جميع أعضائها في العالم، ومع جميع مؤسّسات الكنسيّة، فتقوم البشارة الجديدة، بالعمل والمثل الصالح والقدوة، من أجل إرساء الحقّ والعدالة والسلام لجميع دول المنطقة، ولشعوبها وإنسانِها.

تحمل كاريتاس هذا الإلتزام بمسؤوليّة، وترى بصدقٍ وتواضعٍ، أنّ سبب هجرة المسيحيّين وتناقص عددهم في بلدان الشرق الأوسط هو:

حالة الخصام والحرب السائدة في المنطقة منذ عشرات السنين، والحاصلة بنوعٍ خاصّ في فلسطين والأراضي المقدّسة، وهي حالة تتّخذ دومًا وجهًا دينيًّا ومذهبيًّا مثير للعصبيّات، فتجعل المسيحيّين في كلّ بلدان المنطقة مهدّدين قلقين على سلامتهم وغير مطمئنّين إلى مستقبلهم ومعتقدهم.

حالة الإنعزال التي تصيب المسيحيّين، المتوجّسين توجّسًا حقًّا بشأن كيانهم الشخصيّ والجماعيّ فيتقاعصون عن الإتناجيّة والنهوض والتطوّر، الأمر الذي يُرّدي وضعهم الإقتصادي والإجتماعيّ فيهاجرون.

تبدو معالجة هذَين السببين ممكنة من خلال العمل الجاد، على المستوى الدوليّ والمحلّي، من أجل السلام بين الإسرائليّين والفلسطينيّين والعرب عن طريق دعم الجهود الدوليّة وجهود المجتمع المدني في اتجاه حوار الثقافات والحضارات المتنوّعة ونهج المصالحة، إنّ الكنيسة الجامعة قادرةٌ على المساهمة في هذه الجهود التي تنبع أصلاً من عقيدة إيمانها.

وبموازاة التوجّه إلى السلام، لا بدّ من قيام ورشة إنمائيّة على الصعيد الإقتصاديّ والإجتماعيّ، للأفراد والجماعات المسيحيّة، بالتناغم الفكريّ والعمليّ مع منظّمات المجتمع المدنيّ المعنيّة، ورشة تقودها الكنيسة الجامعة والمحليّة، تنسيقٍ عمليّ تكامليّ شامل بين جميع مؤسّساتها، التربويّة والصحيّة والإجتماعيّة والتنمويّة، لإنعاش الرجاء الحقيقيّ لدى المواطن والجماعة في حاضرٍ ومستقبلٍ آمنٍ وسليم يرضي الطموحات.

تُعاهد كاريتاس، أن تبقى في خندق الخدمة، جهازًا رعويًّا إجتماعيًّا للكنيسة، ناشطًا للحبّ بهديها وتعاليمها، من خلال آلاف العاملين والمتطوّعين فيها ضمن منطقة الشرق الأوسط، لا بل عشرات الآلاف في العالم أجمع، وبأسلوبٍ معتمدٍ نابعٍ من ثقافة التضامن والمشاركة و" حوار الأعمال"، لتتحقّق المصالحة.. فيقوم السلام وينهض الإنماء وتسود العدالة الإجتماعيّة لكلّ المواطنين وخاصةٍ المسيحيّين، وتعود منطقة الشرق الأوسط إلى سابق عهدها من التآخي والوفاق، ويبقى المسيحيّيون في أوطانهم رسلاً لثقافتهم وقيمهم وحضارتهم ومعتقدهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.