2010-10-20 15:07:06

حضرة السيد طانيوس شهوان،عضو في المجلس الحبري للعلمانيين، رئيس المجلس الوطني للعلمانيين في لبنان المحترم (لبنان)


الجمعة 15 تشرين الأول أكتوبر

تبرز صياغة الحداثة في العالم العربيّ المسلم إشكاليّة مأساويّة ومعقّدة على السواء: مأساويّة، لأنّ هذه الصياغة مصابة بإعاقة بالغة، ومعقّدة، لأنّ فهمها لا يتعلّق بعامل واحد، بل بالأحرى بعدّة عوامل ذات طبيعة داخليّة المنشأ وخارجيّة المنشأ، والتي تتشابك ويرتبط الواحد منها بالآخر. تعمل انطلاقًا من محتوىً محدّد جيّدًا وتصبح مرئيّةً في إطار ديناميكيّة متشعّبة، من خلال أنماط أفعال وردّات فعلٍ.

في الواقع، إنّ حركة التاريخ بين الإسلام والغرب هي حركة متأرجحة بين مدٍّ وجزر. وفي إثر المحطّات التاريخيّة، إنّ هذه العوامل –التي هي ذات طابع تاريخيّ، إيديولوجيّ، دينيّ، اجتماعيّ، سيكولوجيّ، نفسيٌّ-اجتماعيّ وثقافيّ- تشكلّت وتضخّمت من هذا الجانب والآخر.

من العوامل الداخليّة المنشأ، أعتبر:

- "نظرة العرب إلى ماضيهم، المتعدّد حتّى الآن، والذي يميل إلى أن يُقدّم كساترٍ خلاصيّ مقابل الأنواع العديدة من الجنوح الثقافيّ".

- تمجيد التاريخ.

- عقدة نقص العرب تجاه الغرب.

- القضيّة الفلسطينيّة.

- النـزاع حول الإسلام بين مكوّنات الإسلام.

- المقدّس في الإسلام.

- علاقة الإسلام بالتراث .

أمّا العوامل الخارجيّة فأميّز من بينها:

- "خطاب الغرب حول القيم العربيّة الإسلاميّة الذي هو غامض أحيانًا وغالبًا ما يكون عدائيًّا".

- عقدة الغرب البروميثيانيّة.

- خوف الغرب من مغيبه.

- أطماع الغرب في العالم العربيّ الإسلاميّ.

إنّ الجمعيّة السينودسيّة هذه مدعوّةٌ إلى مساعدة مسيحيّي الشرق على الالتزام من جديد مع شراكائهم في الوطن وفي إعطاء أجوبة رجاء تحفّز تطوّر مسارٍ ديناميكيٍّ للتجدّد ولنهضة العروبة، مسارٌ يتوقّع:

- فهم الواقع الاجتماعيّ للعالم العربيّ وإدراكه من أجل تحويله؛

- التوفيق الثقافيّ بين الشرق والغرب بهدف جعل منطق الصراع والمعارضة بينهما أقل حتميّة، ذلك المنطق الذي يبشّر به غالبًا منطقُ حركة التاريخ.








All the contents on this site are copyrighted ©.