2010-10-19 10:31:18

حضرة البروفسور ماركو إمبالياتسو، أستاذ عاديّ للتاريخ المعاصر في جامعة الدراسات للأجانب في بيروجا (إيطاليا) ورئيس جماعة سانت إيجيديو المحترم (إيطاليا)


من مصلحة المجتمعات الإسلاميّة أن تكون الجماعات المسيحيّة حيّة وناشطة في عالم الشرق الأوسط. إنّ شرقَ أوسط بدون المسيحيّين قد يعني فقدان حضور داخليّ للثقافة العربيّة، قادر على المطالبة يالتعدّديّة بالنسبة إلى الإسلام السياسيّ والأسلمة. بدونهم، قد يكون الإسلام أكثر إنعزالاً وأصوليًّا. يقدّم المسيحيّون شكلاً من المقاومة إزاء "شموليّة" مؤسلِمةٍ. بقاؤهم في الشرق الأوسط يصبّ في المصلحة العامّة لمجتمعاته والإسلام.

بين المسيحيّين والشرق الأوسط، توجد حاجة للأمن من أجل المستقبل. لن يأتي هذا الأمن من الحماية الغربيّة. تمّت رؤية ذلك في قصّة العراق المؤلمة. يأتي "الأمن" من قِبَل اعتراف غالبيّة المسلمين. ليس فقط الاعتراف بالحقوق، ولكن أيضًا من قِبَل إجماع اجتماعيّ وثقافيّ يعبّر عن الإرادة في العيش معًا. يطلب هذا المسار من الجماعات المسيحيّة أن تكون "أقليّات مبدعة". صرّح بندكتوس السادس عشر: "عادةً، هي الأقليّات الناشطة التي تحدّد المستقبل، وبهذا المعنى يجب على الكنيسة الكاثوليكيّة أن تشعر بنفسها على أنّها أقليّة مبدعة".

غير لائق القول: نحن قليلو العدد، علينا ألاّ نكون كثيري التطلّب. لا توجد الكنيسة بدون رسالة، هذا بعدٌ لا يسعها التخلّي عنه. إنّ وجهة نظر الأقليّة المبدعة تشير إلى حلٍّ: الابداع. يطرد الابداع الخوف. وهو لا يأتي من العدد، والسلطة السياسيّة. يأتي الابداع من الحبّ. يجب أن يكون دائمًا مزيدًا من الاقتداء بالمسيح. علينا أن نحبّ أكثر! الأمانة للتقليد تكون أيضًا ابداعًا. ليس هناك فقط ماضٍ مسيحيّ للدفاع عنه في الشرق الأوسط، ولكن هناك رؤية للمستقبل يجب أن تؤكَّد إنطلاقًا من القناعة بأنّ المسيحيّين لديهم هنا دعوة تاريخيّة: إيصال اسم يسوع، عيشه، والعمل هكذا من أجل بناء حضارة العيش معًا بطريقة ابداعيّة، هذه الطريقة التي يحتاجها العالم بأسره. هنا أيضًا واجب الحوار. أتكلّم باسم جماعة سانت إيجيديو التي منذ، 1986، تستمرّ في تحقيق الحدس الذي تمّ ليوحنّا بولس الثاني في أسّيزي، عندما جمع القادة الدينيّن ودعاهم إلى الصلاة الواحد إلى جانب الآخر من أجل السلام، بقناعة أن عزائم سلام كبرى يمكنها أن تنبع من الإيمان الدينيّ. هناك وجه روحيّ للسلام، هو نهاية الحرب، ولكنّه أيضًا فنّ العيش معًا بتناغم. تستطيع كنائس الشرق الأوسط أن تصنع حضارة العيش معًا، المثاليّة على الصعيد العالميّ، بقدر ما تستعيد وتطلب بقوّة معنى الرسالة.








All the contents on this site are copyrighted ©.