2010-10-18 14:10:15

سيادة المطران فارس معكرون، بولسيّ، رئيس أساقفة أبرشيّة سيّدة الفردوس في ساو باولو للروم الملكيّين السامي الاحترام (البرازيل)


إذا ما قرأنا علامات الأزمنة، في نور كلمة الله، رأينا أنّ الخلاص هو في العودة إلى ما كانت عليه كنيستنا في أوّل نشأتها: "وكانت جماعة المؤمنين قلباً واحداً وروحاً واحدة". إي أنّ المؤمنين كانوا عائشين في المحبّة الكاملة، وفي الشركة الحقّة، متمّمين مشيئة المعلّم الإلهي القائل: "كونوا قدّيسين، لأنّ أباكم السماوي قدّوس".

كلّ إنسانٍ في الكنيسة الناشئة، كان يرغب في أن يكون عضوا حيّا في جسد المسيح السريّ، متفاعلا مع الكلّ، قدّيسا ومستعدّا للتضحية بكلّ شيء، من أجل بلوغ كمال القداسة.

اليوم، كلّ المساعي الخيّرة لإحلال السلام في العالم، ولزرع الطمأنينة في قلب الإنسان وللقضاء على كل المظالم والمنازعات بين الأديان والأوطان، وبين الإنسان وأخيه الإنسان، كلّها تبدو وكأنّها تصطدم بحاجز منيع يمنعها من تحقيق أهدافها، وهذا آخذ في زرع اليأس والخوف في قلوب الكثيرين، من أعضاء كثيرة وبين سائر البشر.

وربّنا وإلهنا يقول: "لا تخف ايّها القطيع الصغير"... فها أنا معكم كلّ الأيام، وإلى انقضاء الدهر، وأبواب الجحيم لن تقدر أبدا على منعكم من بلوغ الكمال والقداسة".

فربّنا وإلهنا معنا دائما... ومعه نستطيع أن ننتصر على كلّ شيء، بواسطة المحبّة، عالمين أنّ المحبّة تؤلم، وأنّ المحبّة تميت، ولكنّ المحبّة تحيي والمحبّة وحدها تنتصر.

نعم المحبّة هي المفتاح للخلاص...

ولكن، لا محبّة حقيقيّة بدون قداسة حقيقيّة.

فلنكن قدّيسين لأنّ أبانا السماويّ هو قدّوس.

فالقداسة هي الحلّ.

نعم المحبّة المقدّسة هي الحلّ.








All the contents on this site are copyrighted ©.