2010-10-18 14:25:27

سيادة المطران غالب موسى عبدالله بدر، رئيس أساقفة الجزائر السامي الاحترام (الجزائر)


نظرًا لواقع كنيستنا الصغير، فهي مدعوة في كلّ يوم وبرهة إلى لقاء الآخر، المختلف... إلى حدّ أنّ كنيستنا جعلت تقريبًا من اللقاء رسالتها الخاصّة في هذه البلدان وهي تحدّد نفسها كـ"كنيسة اللقاء"... في هذا اللقاء مع الآخر، يبدأ ويُبنى يومًا بعد يوم حوار عفويّ، مجانيّ، صادق، وبنّاء جدًّا.

في الواقع اليوميّ، يبرز هذا اللقاء حضورًا بسيطًا، مشاركةً بسيطةً. يعبّر عن نفسه بطرق فعليّة من خلال خدمات مجّانيّة لا يثيرها أكثر من حبّ القريب والبحث عن الاستجابة لحاجات أولئك الذين نحن معهم في حوار. الحوار في الواقع اليوميّ، يعني العيش، العمل، السير، البحث معًا، العطاء والقبول، وأحيانًا الفرح والحزن معًا.

في هذا الحوار اليوميّ، يسقط ويختفي الكثير من الأفكار المسبقة، من الخوف، من سوء التفاهم، من الجهل، ومن المفاهيم الخاطئة، وتُبنى معرفة وثقة متبادلتان، غالبًا ما تكونان ضروريّتين لجعل العلاقات سليمة بين المؤمنين وبين الديانات عينها.

تعي كنائسنا أنّ لها رسالة نبوّيّة لا بدّ لها من عيشها، رسالة إعداد وخلق مناخ أكثر صفاء، لليوم وللغد.

هذا الحوار هو الشهادة الفضلى التي يمكن لكنائسنا أن تعطيها عن الإيمان، وغالبًا ما يكون أكثر فعاليّة أن يتمّ إعلان البشرى الجديدة مباشرةً.

نحن سعيدون بملاحظة أنّ هذا الحوار مقبول ومقدّر جدًّا من قبل الناس لأنّه مجانيّ وصادق، حتّى إنّه يبدأ بإعطاء ثمار جيّدة.

هذا الحوار أساسيّ لحياة مسيحيّينا وللسلام المدنيّ في جميع بلداننا. بالفعل، إذا ما فُقِد الحوار الرسميّ، قد يُحدث ذلك في الأغلب أزمة في العلاقات الرسميّة المتبادلة؛ ولكن إذا ما فُقِد الحوار اليوميّ، فإنّ ذلك أكثر خطورةً لأنّ سلام هذه الجماعات، وحياتها، ووجودها تكون موضوع إعادة نظر وتساؤل...

إنّ إختبار كنائسنا في المغرب، يعلّمنا أنّ الحوار الحقيقيّ يبدأ بالتفاصيل الصغيرة للحياة اليوميّة، الحوار الذي لا يوّد الإعلان عن نفسه بهذه الصفة، بل يريد نفسه حضورًا بسيطً، خدمة بسيطة... الحوار الحقيقيّ يتمّ حيث يوجد الناس، مع أفراحهم، وهمومهم، مسائلهم العاديّة في الحياة اليوميّة، فضلاً عن مسائلهم المتعلّقة بمواضيع أساسيّة عن الحياة ومصير الإنسان.

الحوار بحاجة إلى تربيّة. إنّ حوار الحياة هو التربيّة الفضلى والمدرسة الفضلى لتعلّم معرفة الآخر واحترامه، وللتعاون معًا. 








All the contents on this site are copyrighted ©.