2010-10-18 13:37:30

سيادة المطران كيريلّس سليم بسترس، بولسيّ، رئيس أساقفة نيوتن للروم الملكيّين السامي الاحترام (الولايات المتحدة الأمريكيّة)


يكرّر المسلمون لمن يريد السماع: "الاسلام هو دين التسامح". ويؤسّسون هذا الشعار على الآية القرآنيّة الشهيرة: "لا إكراه في الدين". من جهة، وفي المبدأ، إنّ تأكيد التسامح هو جليٌ في القرآن. ولكن من جهة ثانية، وفي الواقع، إنّ قوانين جميع البلدان العربيّة، بإستثناء لبنان حيث يُسمَح بتغيير الدين، تهدّد بالموت كلّ مسلم يرتدّ إلى ديانة أخرى. نسأل هنا: أين هو التسامح؟ كيف التوفيق بين تسامح المبدأ الجليّ في القرآن و التهديد بالموت المسلّط كسيف ديموكليس فوق رأس كلّ مسلم  قد يجروء على التفكير بتغيير ديانته؟

قانون التهديد بالموت هذا يرتكز، كما يُقال، على حديث مزعوم للنبيّ محمد يقول: ",من بدّلَ دينه فاقتلوه".

كيف الخروج من هذا المأزق؟ السبيل الوحيد، في رأيي، هو الحوار مع المسلمين المتنوّرين للوصول إلى ضرورة تفسير القوانين الإسلاميّة في إطارها التاريخيّ، وإظهار أنّ هذا الحديث، إمّا لا يصدر عن النبيّ، ولكن عن خليفة اخترعه،  أثناء الفتوحات الإسلاميّة، ليحمي المجتمع الإسلاميّ، إمّا، إن كان يصدر عن النبيّ، فيجب تفسيره في إطاره التاريخيّ. ومبدأ التسامح المحدّد بوضوح في القرآن يجب أن يعلوَ على كلّ قانون وُضِعَ بعد ذلك لأسباب تاريخيّة. ليس على المجتمع الإسلاميّ اليوم أن يخاف من تحوّل بعض المسلمين إلى المسيحيّة. المبدأ الأوّل لكلّ مجتمع هو مساواة جميع المواطنين أمام القانون. إنّ إحترام ضمير كلّ فردٍ هو علامة الاعتراف بكرامة الشخص البشريّ.

إبتدأ القرن الواحد والعشرون للأسف على أنّه قرن صراع الحضارات. من واجبنا، مسيحيّين ومسلمين، أن نعمل معًا على تحويله إلى قرن تعاون الحضارات لتعزيز حقوق الإنسان والسلام الشامل في العالم أجمع.








All the contents on this site are copyrighted ©.