2010-10-18 14:15:34

سيادة المطران فرنشيسكو كوكّوبالميريو، رئيس أساقفة تشيليانا شرفًا، رئيس المجلس الحبريّ للنصوص التشريعيّة السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)


لأسبابٍ وظيفيّة، عليّ أن أحدِّثكم عن الحق القانونيّ الشرقيّ كما أيضًا عن مجموعة القوانين الشرقيّة. وأفعل ذلك بطيب خاطر حتّى في أعقاب المؤتمر الأخير (8-9 تشرين الثاني/أكتوبر)، الذي احتفل بذكرى الـ20 سنة الماضية على نشر هكذا مجموعة. لقد سجّل المؤتمر حضور عدد 400 مشارك، ولهذا السبب أعطى رؤيةً، وبالأخصّ شرفًا، ليس فقط للحقّ القانونيّ الشرقيّ، بل أيضًا، وعلى الأخصّ، لكنائس الشرق الكريمة التي كانت ممثّلةً فيه بأجمعها.

أوّلاً- أريد الآن أن أعرض على انتباهكم بعض العناصر التي ترد في مجموعة القوانين الشرقيّة والتي، مع أنّ ورقة العمل لم تستشهد أبدًا بقوانين من المجموعة المذكورة لكنّنا نجد تمامًا صداها فيها. مشيرًا إلى عنوان السينودس الحاليّ "شركة وشهادة" أجد في مجموعة القوانين الشرقيّة سلسلةً من القواعد التي تريد تفعيل الوحدة بين الكنائس ذات الحقّ الخاصّ وحتّى مع الكنائس غير الكاثوليكيّة. وأعطي منها بعض الأسئلة:

1. في الأمّة أو المنطقة ذاتها، بحسب تمييز الكرسي الرسوليّ، يمكن إنشاء جمعيّات من أصحاب السلطات من الكنائس ذات الحقّ الخاصّ المختلفة، بما فيها اللاتينيّة، حتّى مع مشاركة أصحاب السلطة من الكنائس غير الكاثوليكيّة. تهدف هذه الجمعيّات إلى تشجيع مشاركة "الحكمة والخبرة"، بالإضافة إلى مقارنة الآراء الرعويّة. إنّ كلّ ذلك يحمل على وحدة القوى من أجل خير الكنائس المشترك (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 202 و322 ؛ "مجموعة الحق القانونيّ للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 447-459)

2. باستطاعتنا صياغة مشروعٍ موحّد لتنشئة الإكليريكيّين، أو إنشاء مدرسة إكليريكيّة كبرى للعديد من الكنائس ذات الحقّ الخاصّ الموجودة في ذات المنطقة أو الأمّة، كما يمكن أيضًا قبول طلاّبٍ من الكنائس ذات الحقّ الخاصّ الأخرى في الإكليريكيّات الكبرى أو الصغرى، على أن تُطَبّق على أيّ حال التقاليدُ الخاصّة بكل طقس (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 330، 2 و332، 2 و333 و343 ؛ "مجموعة الحق القانونيّ للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 242 و237).

3. من أجل عملٍ رعويٍّ موحّد يستطيع الأسقف الأبرشيّ دعوةَ مؤمنين تابعين لكنائس ذات حقٍّ خاصّ أخرى للمشاركة في الجمعيّة الأبرشيّة (وفي المجلس الرعويّ أيضًا - رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 273، 3 ؛ "مجموعة الحق القانونيّ للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 512، 2).

4. من أجل خدمة العناية الرعويّة تجاه جميع المؤمنين، يُطلَبُ من الأسقف الأبرشيّ أن يعتنّي بانتباه حتى بأولئك المنتمين إلى كنيسةٍ ذات حقٍّ خاصٍّ أخرى والذين ليس لهم سلطةٌ كنسيّةٌ خاصّة؛ ويُطلَب منه بشكلٍ خاصّ أن يُعنى، بعلاقةٍ وثيقةٍ مع سلطة تلك الكنيسة، في إنشاء رعايا شخصيّة أو تأمين المرافقة الروحيّة من قبل كاهنٍ أو خوري رعيّةٍ أو نائب أسقفٍ (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 192، 1 و193 و246 و280، 1 و 916، 5 ؛ "مجموعة الحق القانونيّ للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 383 و518).

5. في العلاقات ما بين الطوائف (المسكونيّة) يُطلب بإلحاحٍ من الكنيسة جمعاء، أي جميع المؤمنين، والرعاة بشكلٍ خاصّ، أن يلتزموا من أجل وحدة المسيحيّين (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 902 و903)، لذلك يُطلب على الأخصّ في التعليم المسيحيّ الكاثوليكيّ أن تُقَدَّم صورةً صحيحة عن الكنائس والجماعات الكنسيّة الأخرى (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 625). على كلّ كنيسةٍ ذات حقٍّ خاصّ أن تعمل على تشجيع مبادراتٍ مسكونيّةٍ في الحوار المنفتح والموثوق وبواسطة مبادراتٍ مشتركة مع المسيحيّين الآخرين (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 904 و905). حتّى، إذا كان ذلك ملائمًا ونافعًا، يمكن إصدار الكتاب المقدّس بالتعاون مع مسيحيين آخرين. (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 655، 1؛ "مجموعة الحق القانونيّ للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 825، 2). عليهم أيضًا أن يشجّعوا بحكمةٍ الحوار والتعاون مع غير المسيحيّين ووضع الكتاب المقدّس بتصرّفهم مع الشروحات المناسبة (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 592، 2 و655، 2 ؛ "مجموعة الحق القانونيّة للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 787، 1).

ثانيًا- مواضيع أخرى ذات أهمّيّة حاليّة مشار إليها في أعدادٍ مختلفة في ورقة العمل وفي تقرير ما قبل المناقشة، وهي، على سبيل المثال، التالية:

1. على كلّ كنيسةٍ، ومعها جميع مؤمنيها، أن تعزّز العدالة الاجتماعيّة (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 25، 2 ؛ "مجموعة الحق القانونيّ للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 222، 2) والعمل على حلّ المشاكل الاجتماعيّة في ضوء الإنجيل (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 601)؛ كما على الكارزين بكلمة الله أن يعلّموا مواضيع الكرامة البشريّة وحقوقها الأساسيّة، ومعنى العدالة والسلام وواجب ممارستها في عالمنا (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 616، 2 ؛ "مجموعة الحق القانونيّ للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 768، 2).

2. على المؤمنين أن يلتزموا من أجل أن يُعتَرف بحقّ الحرّيّة الدينيّة وحقّ حريّة التعليم من قِبل المجتمع المدنيّ (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 627، 3 و586 ؛ "مجموعة الحق القانونيّ للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 793، و748، 2) وفي العمل من أجل أن تطال التربية جميع البشر (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 630، 1). على المدارس الكاثوليكيّة والجامعات الكاثوليكيّة أن تؤمّن التنشئة الكاملة للشخص البشريّ من أجل أن يقدّر الطلاّب القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة على ضوء الإيمان فيستطيعون هكذا تنمية العدالة والمسؤوليّة الاجتماعيّة والتعايش المشترك الأخويّ (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 629 و634، 1و3 و641 ؛ "مجموعة الحق القانونيّ للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 795).

3. يجب على العلمانيّين أن يعرفوا إرث كنيستهم الخاصّة من أجل تعزيز وحدة العمل بين علمانيّي الكنائس ذات الحقّ الخاصّ المختلفة من أجل الخير المشترك للمجتمع (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 405) والشهادة للمسيح خلال معالجة الأمور الزمنيّة، حتّى في الحياة السياسيّة الاجتماعيّة مقترحين التشريعات العادلة في المجتمع (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 401 ؛ "مجموعة الحق القانونيّ للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 225، 2).

4. من أجل إعلان الإنجيل في العالم، على الكنيسة أن تطالب بحقّها في استعمال وسائل الاتّصالات الاجتماعيّة؛ ويقع على المؤمنين المتخصّصين في الاتّصالات الاجتماعيّة واجب مساعدة رسالة الكنيسة هذه ودعمها وتعزيزها (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 651 و652 ،1 ؛ "مجموعة الحق القانونيّ للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 761 و822، 2و3). يستطيع الشرع الخاصّ لكلِّ كنيسة ذات حقٍّ خاصّ أن يضع قواعد حول استعمال وسائل الاتّصالات الاجتماعيّة (رج "مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة"، قا 653 ؛ "مجموعة الحق القانونيّ للكنيسة الكاثوليكيّة اللاتينيّة"، قا 831، 2).








All the contents on this site are copyrighted ©.