2010-10-18 14:26:08

سيادة المطران بولس-إميل سعاده، أسقف أبرشيّة البترون للموارنة السامي الاحترام (لبنان)


مقدّمة: إنّ واحدة من أبرز المشكلات التي يعانيها المسيحييّون في لبنان ودول الشرق الأوسط هي مسألة التهجير. إنّها المشكلة التي تُختصَر إلى حدٍّ كبير معاناتِها في أبعادها الروحيّة واللاهوتيّة والثقافيّة والسياسيّة والإجتماعيّة. لا بل إنّّها باختصار التعبير الأكثر واقعيّة عن وضعيّتهم الحياتيّة بل الوجوديّة بالذات.

أولاً: من أهمّ أسباب هذا التهجير:

1-               أسباب أمنيّة: تعود إلى وقوع فتن مذهبيّة وطائفيّة ونزاعات ذات علاقة بالخلافات العقائديّة والإيديولوجيّة. والمفاعيل المستمرّة للنزاع العربي- الإسرائيلي وما نتج عنها من حروبٍ إقليميّة.

2-               أسباب سوسيو-سياسيّة تقوم على نوعيّة ومصداقيّة القيّمين على السلطة. فكلّما ضعف السلطان سياسيًّا وعسكريًّا، عمد إلى التنكيل بالأقليّات تعويضًا عن ضعفه.

3-               أسباب دعائيّة: وتتمثّل خاصةً بما كان يقوم به المبشّرون الغربيّون (الشيع البروتستانتيّة، شهود يهوه، إلخ...) من دعاية ونشاط داخل دول المنطقة وبشكلٍ خاص داخل الجماعات الأقلويّة خدمةً لأهدافٍ دينيّة وسياسيّة في آن.

4-               أسباب دينيّة: يختصرها بروز حركات أصوليّة متطرّفة سنّية وشيعيّة في معظم دول المنطقة. وتنامي نفوذ ونشاط هذه الحركات وسعيها إلى وضع يدها على السلطة. وفي كلّ ذلك تهديد مباشر للمسيحيّين الذين يُهجّرون إمّا إلى داخل أوطانهم أو إلى أوطانٍ بعيدة.

ثانيًا: النتائج السلبيّة:

·        تشكّل الهجرة والتهجير عامل إفقار ديموغرافي للأقليّات المسيحيّة. فإنّ عدد المسيحيّين الكاثوليك في الشرق الأوسط كان في حدود 2،3 مليون بحسب الدكتور سعد الدين إبراهيم في أواخر الثمانينات. هو في العام 2000 بحدود 1،614،000.

·        هذا التناقص لا يعبّر عن إحداث خللٍ ديموغرافيّ فقط، بل نوعي يتمثّل بهجرة أهمّ عنصرين في نمو الأوطان: الأدمغة وذوي المهن المتخصّصة ويؤثّر بشكلٍ مباشر على وجودهم وحضورهم ودورهم في هذه الدول.

ثالثًا : العلاج:

1-               المطلوب من المسيحيّين أن يكونوا أكثر وعيًا بمعنى حضورهم وضرورة إلتزامهم بالحياة العامة (أداة العمل 46).

2-               تقويم الروابط بين مسيحييّ الشرق الأوسط ومسيحيّي الهجرة. وللكنائس دور أساسي في تمتين هذه الروابط خدمةً للجانبَين على السواء.

3-               إنعاش الإيمان المسيحي والشهادة للمسيح بالعمل والحياة اليوميّة.

4-               توعية الشعور لدى المسيحيّين بحقّهم بالوجود الحرّ الكريم على أرض الآباء والأجداد، والبقاء عليها. إنّ الوطن أرض الآباء والأجداد ومثواهم وليس فندقًا.

5-               التعاون بين المؤمنين والكنيسة والدولة على احترام شرعة حقوق الإنسان بما يحقّق الحدّ الأدنى من الحرّيات الدينيّة والثقافيّة، والمشارك في الحياة السياسيّة في بلدانِهم.

6-               التعاون مع الجماعات الإسلاميّة المعتدلة وشدّ أزرها لتقف بوجه العصبيّات الأصوليّة والدينيّة المتطرّفة.








All the contents on this site are copyrighted ©.