2010-10-16 14:20:29

سيادة المطران برهانييسوس سورافييل، عازاريّ، رئيس أساقفة أدّيس أبابا، رئيس مجلس كنيسة إثيوبيا، رئيس المجلس الأسقفيّ السامي الاحترام (إثيوبيا)


تعدّ أثيوبيا حوالي 80 مليون نسمة، وقد يكون نصفهم تقريبا أقل من عمر 25 سنة. وأكبر تحدٍ بواجهه هذا البلد هو الفقر وتوابعه، مثل البطالة. وإذ يرغب العديد من الشباب بالهروب من الفقر، فإنّهم يحاولون بكافة السبل أن يهاجروا. وغالبية الذين يهاجرون إلى الشرق الأوسط هم من النساء اللواتي يذهبنَ بطريقة شرعيّة أو غير شرعيّة للبحث عن عمل كخادمات في البيوت، إذْ ينقص غالبيتهنّ التدريب المهني. ولكي تسهّل الرحلات، يبدّل المسيحيّون أسماءهم المسيحيّة بأخرى مسلمة، ويلبسون مثل المسلمين لكي يحصلوا على تأشيرات سفر بسهولة. وبهذا، يُجبر المسيحيّون بطريقة غير مباشرة على إنكار جذورهم وإرثهم المسيحيّ.

وبحسب المعلومات الواردة من وزارة العمل والشؤون الإجتماعيّة والمنظمة الدولية للهجرة، إنّ 13,489 أثيوبيا قد هاجروا إلى الشرق الأوسط، في الفترة من أيلول 2005 إلى آب 2006

(www.americanchronicle/ethiopiahumantraffickinghubinthehornofafrica.htm  ). أمّا وجهتهم فهي لبنان والإمارات العربيّة المتحّدة، والكويت واليمن والسعوديّة. حيث يهاجر إلى الشرق الأوسط ما معدله 12،500 أثوبياًّ سنويّا.

حتى وإنْ وُجدت استثناءات بأنّ العاملين يعامَلون جيّدا وبلطف، لكنّ الغالبيّة يعانون من الإستغلال والإعتداء. ويخجل الكثير منهم من العودة إلى أثيوبيا، حيث تتوقّع عائلاتهم أن يعودوا بمال كثير. وأيضا يجبَر بعضهم على العودة يائسين ومرضى ومشوّشين عقليا. أمّا المسيحيّون الذين يموتون داخل الأراضي السعوديّة، فيبدو أنّه من غير المسموح أن يدفنوا هناك، فتنقل جثامينهم إلى أثيوبيا للدفن. فهل من الممكن الطلب من السلطات السعوديّة أنْ تفرز مقابر للمسيحيّين في السعوديّة؟

يرجع كثير من الإثيوبيّين إلى الكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط طلبا للمساعدة والاسترشاد. وبودّي أن أشكر الرئاسات الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط التي تبذلُ كلّ ما بوسعها لمساعدة ضحايا والإستغلال والإعتداء، ونحن ممتنّون، مثلا، للعمل الكبير الذي تقوم به كاريتاس لبنان. ينظَر اليوم إلى الهجرة المعاصرة " كعبوديّة معاصرة" ولكن علينا أن نتذكّر بأنَّ مهاجريّ اليوم سيكونون مواطني الغد وقادتَه، سواء في البلدان المضيفة أو في بلدانهم الأصليّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.