2010-10-15 10:32:23

نيافة الكاردينال زينون غروكولفسكي، رئيس مجمع التربية الكاثوليكيّة السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)


إنّ الكنسية في الشرق الأوسط لَها تقاليدها التربويّة العريقة. نجد اليوم ما يقارب ألف مؤسّسة تربويّة كاثوليكيّة، تضمّ حوالى 600.000 تلميذًا. هذه المؤسّسات تلقى تقديرًا كبيرًا بشكل عامّ وتقدّم تربية مدرسيّة بدون أي تمييزٍ، وتجعلها خصوصًا بِمتناول الأكثر فقرًا. وفي المنطقة أيضًا، تعمل أربع جامعاتٍ كاثوليكيّة مع فروع مختلفة خارج مركزها الأساسيّ، ثماني مؤسّساتٍ للدراسات الكنسيّة العليا وعلى الأقلّ عشر إكليريكيّات من مختلف الطقوس. في كلّ حال، في بلدان الشرق الأوسط، تنعم المؤسّسات التربويّة الكاثوليكيّة بشروط مختلفة في ما يتعلّق بإمكانيّة مواصلة نشاطاتِها ورسالتها. ولذلك فإنّ وجودها في بعض المناطق أكثر كثافة، بينما يتقلّص في مناطق أخرى.

أودّ ان أشير إلى الفقرة رقم 3 من ورقة العمل، التي تحدّد بشكلٍ عامّ الهدف الخاصّ لهذه الجمعيّة، لأنّ المؤسّسات التربويّة الكاثوليكيّة يمكن أن يكون لها وزنٌ هام في تحقيق كلّ المسلّمات الموجودة تقريبًا في الأماكن المختلفة من الورقة والتي هي:

 تعزيز حقّ الحضور في الشرق الأوسط للمسيحيّين ورسالتهم في كلّ بلد؛ تنشئة شهود أصيلين للإيمان على كافة الصعد وأشخاصٍ كفوئين لنقل الإيمان.

إحياء الشركة الكنسيّة والتعاون بين العناصر المختلفة التي تؤلّف الواقع الكنسيّ للشرق الأوسط؛ الإلتزام المسكونيّ والحوار ما بين الأديان؛ التعاون مع اليهود والمسلمين على الصعيد الدينيّ، الإجتماعيّ والثقافيّ من أجل الخير العام؛

تعزيز الإلتزام المسيحيّ الضروريّ في الحياة العامّة؛ في النشاط المدنيّ والسياسيّ؛ في وسائل الإعلام؛  الإسهام في مواجهة تحدّيات السلام و التحدّيات التي تنشأ من إلتباسات الحداثة، بطريقة ملائمة؛ تكوين مجتمعٍ أكثر عدالةً وأكثر تضامنًا وإنسانيّةً؛ الإسهام في التنمية الكاملة لبلدان الشرق الأوسط على كافة الصعد وإغناؤها بالقيَم المسيحيّة.

لكي يستطيع المسيحيّون أن يكونوا محترمين ولكي يستطيعوا أن يلَبّوا رسالتهم الخيريّة ومن ضمنها الرسالة التربويّة، لا بد من تعزيز نوعيّ لمفاهيم "العلمنة الإيجابيّة" وكرامة الشخص البشريّ، وحقوقه، وللحرّيّة الدينيّة الحقيقيّة، واحترام حرّيّة الآخر. كما تستطيع المؤسّسات التربويّة الكاثوليكيّة ويجب عليها أن تساهم أيضًا في هذا التعزيز.

إلى ذلك، أعتقد أنّه من الصعب أن نجد بين المسلّمات التي تبرزها ورقة العمل شخصًا لا تهمّه المؤسّسات التربويّة. طبعًا، على كلّ من هذه المؤسّسات أن تساهم في مجال عملها الخاصّ وفق إمكاناتِها الملموسة.

أريد فقط أن أسلّطَ الضوء على أربعة ملاحظات:  

إنّ مؤسّساتنا هي مفتوحة للجميع وتحترم أولئك الذين لا يشاركون في الإيمان المسيحيّ، فلا يشعر أحد بأنّه غريب أو ضيف. ولكن هذا لا يعني الصمت على القيَم المسيحيّة التي هي أساس النهج التربويّ الكاثوليكيّ أو إضعاف هويّته الخاصّة والرسالة المسيحيّة؛

لكي تكون من أنصار السلام واحترام حقوق الإنسان، والتقدّم، والإلتزام المدنيّ والدينيّ، ولكي تكون ملتزمةً بالحركة المسكونيّة، في الحوار بين الأديان، إلخ.، من الضروريّ أن يكون لمؤسّسات التعليم العاليّ صِلاتٌ وحوارٌ مع سائر المؤسّسات المثيلة الموجودة على الأرض.

يببقى من الأساسيّ التعزيز الاصيل للدعوات الكهنوتيّة والتحضير المتين الفلسفيّ واللاهوتيّ، والروحيّ والثقافيّ لكهنة المستقبل المتناسب مع الحاجات الخاصّة بالمكان. في الواقع، يرتبط إلى حدٍّ كبير بنوعيّتهم والتزامهم، تثبيت الكنيسة وتطويرها في الشرق الأوسط.

من المهمّ للغاية أن يرافق الأساقفة/الأبرشيّون هذه المؤسّسات التربويّة الكاثوليكيّة بطريقة مستمرّة بحضورهم، وتشجيعهم، ودعمهم وإرشاداتِهم البنّاءة.








All the contents on this site are copyrighted ©.