2010-10-15 16:00:03

نيافة الكاردينال جون باتريك فولاي، المعلّم الأكبر لمنظمة فرسان القبر المقدّس في أورشليم السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)


بما أنّنا رسل المسيح للسلام، أنا مقتنعٌ جدًّا أنّه يجب علينا أن نصلّي جميعًا وأن نعمل للسلام في الشرق الأوسط، خاصّةً من أجل سلامٍ عادل ودائمٍ بين فلسطين وإسرائيل وجيرانِهما. أنا مقتنعٌ بأنّ استمرار التوتّر بين الإسرائليّين والفلسطينيّين قد ساهم إلى حدٍّ كبير بازدياد الإضطرابات في الشرق الأوسط بكامله وأيضًا في نموّ الأصوليّة الإسلاميّة.

فيما اقترح العديد، بِما فيهم الكرسيّ الرسوليّ، حلّ الدولتين للأزمة الفلسطينيّة-الإسرائيليّة، ولمزيدٍ من الوقت قد أصبح الحلّ أكثر تعقيدًا، لأنّ بناء المستوطنات الإسرائيليّة والسيطرة الإسرائيليّة على البنى التحتيّة في القدس الشرقيّة وفي أجزاء أخرى من الضفّة الغربيّة جعلا نمو الدولة الفلسطينّية القابلة للحياة والكاملة أكثر صعوبة.

خلال الزيارة التاريخيّة التي قام بها الأب الأقدس إلى الأرض المقدّسة السنة الماضية، أُتيحت لي الفرصة لإجراء محادثات قصيرة مع القادة السياسيّين على أعلى المستويات في الأردن، إسرائيل، وفلسطين. وقد تحدّث الجميع عن المساهمة الكبرى بتعزيز التفاهم المتبادل التي قامت بها المدارس الكاثوليكيّة في هذه المناطق الثلاث. عندما إنفتحت المدارس الكاثوليكيّة على الجميع وليس فقط على الكاثوليك وباقي المسيحيّين، كثيرون من الأطفال المسلمين وحتّى بعض الأولاد اليهود التحقوا بها. النتائج واضحة وملهمة. لقد وُلد الإحترام المتبادل، الذي نتمنّى أن يؤدّي إلى المصالحة وحتّى إلى الحبّ المتبادل.

بصفتي شخصًا كرّمه الأب الأقدس وحاصلاً على مهمّة الخدمة كمعلّم أكبر لفرسان القبر المقدّس في القدس، انا استلهم اهتمام وسخاء حوالى سبعة وعشرين ألف فارسٍ للقبر المقدّس، رجالاً ونساءً، في ستّة وخمسين ولاية قضائيّة عبر العالم.

 قام الكثيرون منهم بزيارة حجٍّ للأرض المقدّسة، حيث زاروا ليس فقط الأماكن التي قُدّست بحياة وموت وقيامة يسوع المسيح، ولكن أيضًا الرعايا، المدارس والمستشفيات التي تخدم هؤلاء الذين ندعوهم "الحجارة الحيّة"، المسيحيّين الذين  هم من نسل أتباع يسوع المسيح في هذه الأرض التي نسمّيها "مقدّسة".

منذ حلول اليوبيل الكبير سنة الألفين، أرسل فرسان القبر المقدّس في القدس أكثر من خمسين مليون دولارٍ لمساعدة البطريركيّة اللاتينية في القدس خصوصًا، ومساعدة الجماعات المسيحيّة الأخرى والمؤسّسات من أجل استمراريّة الحياة وتجاوز نفسها في خدمة الجماعة كلّها في الأراضي المقدّسة. هذا السخاء، على الرغم من أهمّيّته، هو ثانويّ بالنسبة إلى تنمية حياة روحيّة أكثر عمقًا، وما أتمناه، مفعمة بصلاة حارّة من أجل أعضائنا والذين نخدمهم.

من سنوات، لاحظت بأن ما نسمّيه بالأركان الخمسة الإسلاميّة هي فعلاً متأصّلة في الجذور المسيحيّة اليهوديّة.

إنّ اليهود والمسيحيّين والمسلمين يؤمنون جميعًا باله واحد، ونحن كلّنا نمارس ديانتنا بانتظام، وما أتمنّاه نصلّي كلّنا بحرارة؛ كلّنا وبطرقٍ مختلفة، نصوم؛ نؤمن ونمارس المحبّة؛ وكلّنا نسعى إلى المشاركة في الحجّ، حتّى إلى أورشليم، المدينة المقدّسة لليهود، للمسيحيّين وللمسلمين.

أرجو أن يُعترف بهذه المعتقدات والممارسات وأن تُتبَع في الرجاء على أمل أن نصل إلى تفاهمٍ أكبر من أجل المصالحة والسلام وأكثر من ذلك من أجل المحبّة لهذه البلاد التي نحن جميعًا، يهود، مسيحيّون ومسلمون، مدعوون لدعوتها "مقدّسة".








All the contents on this site are copyrighted ©.