2010-10-15 13:16:25

نيافة الكاردينال بوليكارب بنغو، رئيس أساقفة دار السلام (تنزانيا)، رئيس مؤتمر المجالس الأسقفيّة لأفريقيا ومدغشقر السامي الاحترام (تنزانيا)


أتكلّّم هنا باسم تجمّع المجالس الأسقفيّة في أفريقيا ومدغشقر الذي أترأسه حاليًّا.

إنّ تجمّع المجالس الأسقفيّة في أفريقيا ومدغشقر على علاقةٍ داخليّةٍ مع الكنيسة في الشرق الأوسط وبخاصّة مع الكنيسة في مصر التي هي جزء من أفريقيا ومن الشرق الأوسط.

إنّ مصر، إن لم نتوقّف عند الإختلافات اللغويّة والثقافيّة مع الصحراء السفلى في أفريقيا هي بموقعها الجغرافيّ جزء من الكنيسة في أفريقيا (SECAM). كما هي جزء من الكنيسة في الشرق الأوسط لأسباب لغويّة وثقافيّة. ولعلّ المكوّنَين لإنتماء الكنيسة في مصر ليسا مفترقَين. بل على العكس بإمكانهما أن يُستخدما بطريقة إيجابيّة لخير كلّ من الكنيسة في أفريقيا والشرق الأوسط.

من جهة، يهاجر المسيحيّون من الشرق الأوسط بسبب ما نستطيع وصفه بظروف ضاغطة على الإيمان المسيحيّ في بعض بلدان الشرق الأوسط. ومن ناحيةٍ أخرى، يهاجر عددٌ من شبّان أفريقيا المسيحيّين كلّ سنة من صحراء أفريقيا الجنوبيّة إلى شمالها (ومنها مصر) للدراسة أو للعمل أو للعبور إلى أوروبا والشرق الأوسط. ويغادر عددٌ من هؤلاء الشباب بلدانهم وهم متحمّسون ويممارسة إيمانهم المسيحيّ. وعندما يصلون إلى شمال أفريقيا

يجدون أنفسهم في بيئة ذات سيطرة إسلاميّة تتيح لهم حرّية محدودة جدًّا لممارسة إيمانهم المسيحيّ.

هذا الحدث يعيدني إلى حالة أفريقيا الشرقيّة لسنواتٍ ليست بالبعيدة. فقبل خمسين عامًّا كان الإسلام مسيطرًا على الشاطئ الأفريقيّ الشرقيّ من المحيط الهنديّ إلى حدّ إيمان الشبيبة القادمة من مناطق القارّة الداخليّة بحثًا عن الوظائف والعمل في الدول البحرّية والمكاتب الحكوميّة في المناطق الساحليّة.

والذي أنقذ الوضع في شرق أفريقيا هو التعاون الوثيق بين المرسلين المسيحيّين في الداخل وأولئك الذين على الساحل. فكان الشباب المتوجّهون نحو الساحل يأخذون معهم رسائل توصية من المرسلين في الداخل إلى المرسلين على الشاطئ. وهؤلاء استقبلوا الشباب في مقرّات مسيحيّة وصار باستطاعتهم ممارسة حرّيتهم بحرّيّة.

واليوم، لا أحد مسيحيّين في سواحل أفريقيا الشرقيّة يشعر بضغوطٍ ليخفيَ هويّته المسيحيّة بالرغم من واقع أنّ الإسلام ما زال ديانة الغالبيّة. ولم يعد من ضرورة لفصل المناطق المسيحيّة.

وبالنظر إلى الحالة التي وصفتها في أفريقيا الشماليّة والشرق الأوسط، علينا القيام بخطواتٍ عمليّة. وعليه، فالتعاون الوثيق بين كنيسة الصحارى السفلى مع الكنيسة في شمال أفريقيا وفي الشرق الأوسط، هو ذو الأهمّيّة الأعلى للحفاظ على المسيحيّة في المنطقتين.

إنّ الـ SECAM  هي أسلوبٌ ممتاز لمثل هذا التعاون.








All the contents on this site are copyrighted ©.