2010-10-15 15:50:38

غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، مخلّصيّ، بطريرك أنطاكية للروم الملكيّين، رئيس أساقفة دمشق للروم الملكيّين الكاثوليك الكلّيّ الطوبى (سوريا)


يرتبط السلام والعيش المشترك والحضور المسيحي في العالم العربيّ ارتباطًا وجوديّا وثابتا. والحضور المسيحيّ في العالم العربي مهدّدٌ بسلسلة الحروب التي تشتعل على أرضه في هذه المنطقة التي هي مهد المسيحيّة.

السبب الرئيسيّ هو الصراع الفلسطينيّ-الإسرائيليّ: إنّ الحركات الأصوليّة، حركة حماس، حزب الله هي نتائج هذا الصراع، مع الخلافات الداخليّة، البطء في التطوّر، وتولّد الحقد، وفقدان الأمل لدى الشباب الذين تقدرّ أعدادهم بـِ 60 بالمئة من سكان البلدان العربيّة.

هجرة المسيحيّين.من أخطر نتائج الصراع الفلسطينيّ–الإسرائيليّ: تطلّ الهجرة التي ستجعل من المجتمع العربيّ مجتمعًا ذات لونٍ واحد، كله مسلم، في مواجهة مجتمعٍ غربي يُقالُ عنه مسيحيّ. وإن حصل هذا وأُفرِغ الشرق من مسيحيّيه، هذا يعني أن أيّ مناسَبة ستكون مؤاتية لتصادم جديد للثقافات، للحضارات وللأديان، تصادم مدمّر بين الشرق العربي الإسلامي والغرب المسيحي.

الثقة بين الشرق والغرب: إنّ دور المسيحيّين هو خلق جوٍّ من الثقة بين الغرب والعالم الإسلاميّ للعمل على خلق شرق أوسط جديد بدون حرب.

نداء إلى إخوتنا وشركائنا في الوطن المسلمين: لكي نُقنِعَ المسيحيّين بالبقاء، نعتقد أنّه من الضروريّ أن نتوجّه إلى إخوتنا المسلمين لنقول لهم وبصراحة ما هي مخاوفنا: فصل الدين عن الدولة، العروبة، الديموقراطيّة، دولة عربيّة أو دولة إسلاميّة، حقوق الإنسان والقوانين التي تقترح الإسلام كمصدر وحيد وأساسيّ للقوانين التشريعيّة التي تشكّل عقبة في تحقيق المساواة بين المواطنين ذاتهم أمام القانون. هناك أيضًا الأحزاب الأصوليّة، التطرّف الإسلامي، الذين تُعزى إليهم أعمال إرهابيّة، قتل، حرق كنائس، إبتزازات، كلّ ذلك باسم الدين وهم، لأنهم أقوياء بسبب كونهم أكثريّة، يُذلون جيرانهم.

إنّ صنع السلام هو التحدّي الكبير: هو الجهاد الكبير والخير الكبير. إنّه النصر والضمان الحقيقيّان من أجل مستقبل الحريّة والإزدهار والأمان لشبابنا، مسيحيّين ومسلمين، الذين هم مستقبل أوطاننا.








All the contents on this site are copyrighted ©.