2010-10-15 10:48:20

سيادة المطران بولس يوسف مطر، رئيس أساقفة بيروت للموارنة السامي الاحترام (لبنان)


بالإشارة، في ورقة العمل، إلى التحدّيات التي يواجهها مسيحيّيو الشرق الأوسط، وإلى علاقاتهم مع المسلمين، وفي سبيل فتح أفقٍ للمستقبل حول الوضع الراهن، يجب تحديد أربع مسؤوليّات ينبغي أن تساهم جميعها في إنجاح هذا العمل التاريخيّ، من أجل الشرق الأوسط والعالم.

مسؤوليّة مسيحيّي الشرق أنفسهم: هم أبناء هذه الأرض منذ القدم، وعلى هؤلاء المسيحيّين أن يشعروا بأنّه ليس عليهم أن يصنعوا مصيراً خاصًّا بهم، بل مصيرًا مشتركًًا مع شركائهم. إنّ انخراطهم في العالم العربيّ، كما أوصى به البابا يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسوليّ من أجل لبنان، لا يجب أن يفقدهم حقوقهم ولا حرّياتهم، بل أن يثبّتهم معاً في حقوق وحريّات سائر المواطنين.

مسؤوليّة المسلمين في المنطقة: ينبغي على هؤلاء الشركاء المسلمون الذين يشكّلون أكثريّة أن يعطوا إخوتهم المواطنين المسيحيّين فسحتهم الخاصّة. لا يقتصر الأمر على حضور في المجتمع فحسب، إنّما يعني كذلك إعداد مشروع هذا المجتمع وحكمه الجيّد. وهكذا، إنّ المسيحيّين الذين ساهموا في الماضي في نهضة الثقافة والمجتمعات العربيّة، سوف يساهمون أيضًا فيها في المستقبل، ويعيشون جميعهم المشاركة، المساواة والحرّية المطلقة معاً ومع شركائهم.

مسؤوليّة القوى الغربيّة: لقد ارتكبت الأخطاء التاريخيّة والمظالم بحقّ الشرق الأوسط. يجب أن تصحّح هذه الأخطاء برفع الظلم عن الشعوب المتألّمة كافّةً، وخصوصًا الشعب الفلسطينيّ. إنّ مسيحيّي هذه المنطقة الذين نُسبوا إليهم بشكل غير عادل سوف يستفيدون من هذه الإصلاحات بفضل التماسك مع إخوتهم، تماسك أصبح بلا أي عراقيل.

مسؤوليّة مسيحيّي الغرب والعالم: متضامنون مع إخوتهم في الشرق الأوسط، على مسيحيّي الغرب والعالم أن يتعرّفوا عن كثب على إخوتهم في الشرق الأوسط ليكونوا متّحدين معهم في قضاياهم على نحو أفضل. يجب أن يضغطوا على الرأي العام لديهم كما على حكوماتهم من أجل إعادة تأسيس العدل في العلاقات مع الشرق الأوسط والإسلام، ومن أجل تحرير العالم من الأصوليّة ودفعه نحو الاعتدال.








All the contents on this site are copyrighted ©.