2010-10-15 10:24:47

سيادة المطران كيرلس وليم، أسقف أسيوط، ليكوبوليس للأقباط السامي الاحترام (مصر)


الليتورجيّا، من خلال ورقة العمل، هي مظهرٌ متجذّرٌ بعمقٍ في الثقافة الشرقيّة، لذلك لا يمكننا التقليل من قوّتِها لكي نحافظ اليوم على حيوّيّة الإيمان. إنّ التاريخ يؤكّد لنا أنّه في بلداننا في الشرق الأوسط، كانت الليتورجيّا دائمًا مدرسة لتربية الإيمان والأخلاق المسيحيّة لشعوبنا البسيطة والأُمّيّة في غالبيتها، بفضل العديد من قراءات الكتاب المقدّس

(ستّة قراءات يوميّة في ليتورجيّتنا القبطيّة ويزيد عددها في فترة الأعياد وبعض الإحتفالات) وبفضل الصلوات المؤلّفة من إقتباسات متلاحقة من الكتاب المقدّس.

لذلك علينا أن نحافظ عليها باحترام من خلال نصّ الحقّ القانونيّ الشرقيّ (راجع قانون 39 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة).

في دستور "المجمع المقدّس"، المقطع الرابع، يؤكّد المجمع الفاتيكانيّ الثاني على أن جميع الطّقوس متساوية بالحقوق والكرامة. في القرار المجمعيّ "في الكنائس الشرقيّة"، إنّ أباء المجمع يعربون عن تقديرهم الخاصّ لتراث الكنائس الشرقيّة ويسلّطون الضوء على الفوائد التي تقدّمها هذه الكنيسة الشرقيّة للكنيسة الجامعة، منوّهين بالرسالة الرسوليّة "كنائس شرقيّة" للبابا لاون الثالث عشر في 30/11/ 1894.

إنّ القرار المجمعيّ للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة يشجّع أيضًا الغربيّين الذين هم على اتصال مع هذه الكنائس، على أن ينكبّوا على التعرّفِ واحترام  الليتورجيّات الشرقيّة... ويرجع إلى "الإرادة الرسوليّة" "كاثوليك شرقيّون" للبابا بندكتوس الخامس عشر في 15/10/ 1917 والرسالة البابويّة ("الشؤون الشرقيّة") "Rerum Orientalium "  للبابا بيوٍس الحادي عشر في 8/9/1926.

إنّ القانون رقم 41 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة يؤكّد ذلك ويفرض التعرّف بدقّة على هذه الطقوس الدينيّة وممارستها.

نلاحظ أنّ الكثير من الرهبان اللاتين يقومون بترجمة الليتورجيّة اللاتينيّة إلى اللغة العربيّة ويحتفلون بها للمؤمنين الشرقيّين فيساعدونهم هكذا على الإنفصال عن كنائسهم وإضعاف إنتمائهم إليها.

في ما يخصّ اللغة الليتورجيّة ("ورقة العمل"، رقم 72)،لم ننتظر المجمع الفاتيكانيّ الثاني لترجمة النصوص الليتورجيّة بحسب اللغات التي يستعملها الشعب. فمنذ البدء، كان يُحتفل بليتورجيّتنا القبطيّة بلهجاتٍ متعدّدة في صعيد مصر، وفي المدن الكبرى باليونانيّة، لغة الثقافة والحياة اليوميّة.

إبتداءً من القرن العاشر، نجد كلّ شيء في اللغة العربيّة. هذا العامل الذي حافظ على الإيمان، وإذا قمنا بمقارنة مع بلدان أخرى مجاورة مثل شمال أفريقيا، نلاحظ أنّ المسيحيّة التي كانت مزدهرة في البدء، شرعت تختفي على مرّ العصور، لأنّه فُرِض عليها ليتورجيّة غريبة بلغة غير مألوفة.

لديّ شرح أطلبه وأمنية أقوم بها:

في بلدٍ مثل بلدنا، مصر، حيث الجميع (كاثوليك، غير كاثوليك وأيضًا غير مسيحيّين) هم أقباط، ماذا ينفع الإحتفال بالقدّاس اللاتينيّ باللغة العربيّة؟ إن كان هناك لاتين، لكان لهم الحقّ بأن يحتفلوا بالقدّاس اللاتينيّ، ولكن بلغة غير العربيّة، لأنّ ذلك يجذب مؤمنينا ويساعد على بعثرتهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.