2010-10-15 10:46:27

سيادة المطران فنسان لاندل، كهنة بيتارّام، أسقف الرباط السامي الاحترام (المغرب)


إنطلاقًا من الخبرة في المغرب (خمسٌ وعشرون ألفًا من الكاثوليك من تسعين جنسيّة: على عدد السكان الذي يبلغ ثلاث وثلاثين مليونًا من المسلمين)، إنّ المسيحيّبن هم جميعهم أجانب، ولا يمكنهم أن يكونوا مواطنين مغاربة حتّى لو كانت هناك "حرّيّة المعتقد". ذلك يجعلهم يشاركون في الحياة الإقتصاديّة والثقافيّة والإجتماعيّة في البلاد، ولكنّ ليس لديهم أيّ حقّ في التدخّل بالتحضيرات المتشعبّة للقرارات السياسيّة الوطنيّة أو العالميّة.

مسؤوليّتنا الكنسيّة هي أن نساعد هؤلاء الأجانب العابرون على أن يفهموا بدرجةٍ أولى أنّهم في صلب حوار الحياة مع المسلمين. في الشركات حيث يعملون، في الجامعات أو في المدارس، إنهّم وحدات في وسط هذا المجتمع الإسلاميّ.

إنّهم شهود للحبّ الذي يتخطّاهم؛

إنّهم شهودٌ لهذا الإله الذي يحمل "نظرة حبّ" للبشر مهما كانت ثقافتهم أو دينهم.

إنّ شهادة حياتهم هي أساسيّة لحياة الكنيسة. قال لي صديق مسلم يومًا: "حضوركم، مهما كان قليلاً، هو مهمٌّ جدًا لكي نفهم أنّه يوجد عدّة طرق للوصول إلى الله".

مسؤوليّتنا الكنسيّة هي أن نساعد هؤلاء المسيحيّين على أن يقبلوا بالدخول مع أصدقائهم المسلمين في مسيرة قبول إختلاف الآخر، واللقاء معه بروح مجّانيّة مطلقة، والدخول إلى موقف ثقة وديع مع الآخر المختلف. هذا ليس بالأمر السهل الذي يمكن قبوله في عالم الفعاليّة، لكنّ هذا الموقف هو الذي يساعدنا على الإستمرار في الحياة في هذا البلد بسلام وطمأنينة، حتّى وإن كانت هناك بعض الضغوطات التي تظهر أحيانًا. والمسيحيّيون يلاحظون بفرحٍ أنّه بالتواصل مع الإسلام، يتنقّى الإيمان المسيحيّ ويتعمّق.

مسؤوليّتنا الكنسيّة هي أن نساعد هؤلاء الأجانب العابرين على أن يفهموا فهمًا أفضل بأنّه يمكن عيش الإيمان المسيحيّ بفرحٍ وشغف، في مجتمع غالبيّته مسلم. هذا سوف يساعدهم على عودتهم إلى ديارهم بنظرة جديدة نحو المسلمين الذين يقابلونهم، وتدمير المسلَّمات التي تحاول إفساد العالم.

مسؤوليتنا الكنسيّة هي أن نساعد هؤلاء المسيحيّين على أن يفهموا أنّهم "علامات" كما يذكّرنا البابا يوحنّا بولس الثاني لدى زيارة للأعتاب الرسوليّة "لا نطلب من العلامة أن تكون عددًا، ولكن أن تعني شيئًا كنيستنا هي "علامة" من خلال الشراكة التي نسعى إلى عيشها، بالرغم من الإختلاف في ثقافاتنا وقوميّاتنا. ولئن كان عدد المسيحيّين الذين أصلهم من الشرق الأوسط قليلاً، فإنّ "علامتنا" سوف تكون أقوى لو كان لدينا بين كهنتنا كاهنٌ أو اثنان عربًا. هذا النوع من الحضور بعيدًا عن الإستقطاب، سوف يكون غنىً كبيرًا للكنيسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.