2010-10-15 16:03:31

سيادة المطران فرنسوا عيد، مريميّ، أسقف الموارنة في القاهرة السامي الاحترام (مصر)


تؤثّر الطائفيّة في المجتمعات الإسلاميّة حيث يعيش ويشهد عدد كبير من المسيحيّين في الشرق الأوسط، تأثيرًا عميقًا في  ذهنِهم وسلوكِهم. من هنا، الإقفال والإنغلاق على الآخرين والعداوة.

هؤلاء المسيحيّون ليسوا "مواطنين أصليّين". على العكس، إنّهم ينتمون جوهريًّا وعضويًّا إلى نسيج اجتماعيّ وهويّة وطنيّة يعودان لبلدانهم. لهذا، هم مدعوّون إلى عيش إيمانهم والشهادة بصدق وفرح دون أيّ أكراه.

إنطلاقًا من كلمة الله التي تدعو كلّ مسيحيّ للتمثّل باهتمام الربّ بالفقراء والمحتاجين، إنّ أبناء الكنيسة الكاثوليكيّة في مصر هم بالعمق ملتزمون بالخدمات التربويّة (169 معهدًا)، فضلاً عن الخدمات الطبّيّة والاجتماعيّة. إنّ عملهم هو مظهر ملموس من الرعاية الإلهيّة ومحبّة المسيح لِجميع الإخوة الصِغار.

لدينا مثال يُظهر جدًّا مساهمة مجموعة صغيرة من المسيحيّين اللبنانيّين الذين هاجروا إلى مصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. لقد نجحت هذه المجموعة الصغيرة الديناميّة والمحفَّزَة، في أقل من 100 سنة، في تأسيس 249 صحيفة ودوريّة باللغات العربيّة، الفرنسيّة أو الإنكليزيّة. إنّهم هم الذين أسّسوا تقريبًا جميع دور الإعلام ذات الأسماء المرموقة، والتي لا تزال قائمة في مصر.

وماذا عن كوكبة الكتّاب المستنيرين والنساء الكاتبات الرائدات، الذين أعطوا مصر كتّابًا مسرحيّين، ومخرجين، وموسيقيّين، وممثّلين، ومطربين! أَذكّر أيضًا بجميع بناة المدارس والكنائس والمستشفيات، هؤلاء المؤسِّسين للمنظّمات الخيريّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة، والرياضيّة، والدينيّة، ناهيكَ برجال الأعمال اللامعين الذين ابتدأوا بالبورصة المصريّة وأسّسوا دار الأوبّرا!

لسوء الحظ، إنّ مناخ الانفتاح والتسامح الذي كان مؤاتيًا جدًّا لازدهار مواهبهم وإطلاق مشاريع كبرى قد أُلغِيَ مع ثورة 1952؛ هذا ما وجّه ضربة قاضية لمساهمتهم الاجتماعيّة والثقافيّة.

لا يمكن للمجمع الحاليّ أن يُخدَع بمحاولة إيجاد حلّ سحريّ لمشاكل الكنائس في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإنّه يوفّر لنا الفرصة لإجراء فحص ضمير شخصيّ وجماعيّ يتيح لنا الانطلاق في مسارات العمل.








All the contents on this site are copyrighted ©.