2010-10-15 16:06:08

سيادة المطران بوسكو بوتور، أسقف فوراتيانا شرفًا، أسقف كوريا إرناكولام-أنجامالي للسريان الملابار السامي الاحترام (الهند)


قبل كلّ شيء، إنّ رئيس الأساقفة الأكبر وسينودس الأساقفة وكهنة ورهبان ومؤمني الكنيسة السريانيّة-المالاباريّة، جميعهم ممتنّون للأب الأقدس لدعوتنا إلى المشاركة في هذا السينودس. نظراً لعدم قدرة رئيس أساقفتنا الأكبر، الكاردينال فاركِي فيتاياتيل من "رهبانيّة الفادي الأقدس" (CSsR)، على السفر حاليًّا، أُوكِلت إليّ أن أمثّل الكنيسة السريانيّة-المالاباريّة. رحّبت كنيستنا من كلّ قلبها بالمبادرات التي اتّخذها الأب الأقدس من أجل تقوية الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط بحيث تستطيع تلك الكنائس الشهادة للإنجيل في هذه المنطقة.

غير أنّني عبر هذه المداخلة أرغب في لفت انتباه هذه الجمعيّة الجليلة إلى عددٍ من المسائل الرعائيّة المذكورة في وثيقة العمل في الفقرتين 49 و50 اللتين تشيران إلى: "هناك ظاهرة جديدة وهامّة تبرز في بلدان الشرق الأوسط: تستقبل بلدان مختلفة مئات الآلاف من الأفارقة والأسيويّين كوافدين للعمل... غالباً ما يتعرّض هؤلاء الأشخاص لمظالم اجتماعيّة... فإنّ هذه الهجرة الوافدة تشكّل نداءً لكنائسنا أيضًا. إذ تقع على عاتقنا مسؤوليّةً رعويّةً لمرافقة هؤلاء الأشخاص، سواء على الصعيد الدينيّ أم على الصعيد الاجتماعيّ".

يحضر المؤمنون السريان-المالاباريّون في منطقة الخليج منذ الستينيّات. إنّهم يتبعون كلّيًّا النيابات اللاتينيّة في الكويت وفي الجزيرة العربيّة في احتياجاتهم الرعويّة. إنّ هذه البنى الكنسيّة المنشأة في القرن العشرين من أجل بعض مئاتٍ من الوافدين لم تعد ملائمة للاهتمام بملايين المؤمنين الموجودين الآن في هذه المنطقة.

نشكر بامتنان جهود النائبَين الرسوليَّين لهذه المنطقة. في حين أنّ الوضع الرعويّ للمؤمنين السريان-المالاباريّين في بلدان الخليج غيرُ متكيّف وغير مرضٍ. يوجد على الأقل حوالى 430,000 مهاجرًا سيرو-مالاباريّ في المنطقة (190,000 في المملكة العربيّة السعوديّة، 110,000 في الإمارات العربيّة المتّحدة، 45,000 في عُمان، 40,000 في الكويت، 35,000 في البحرين و10,000 في قطر)، ولكن لم تُنشَأ حتّى رعيّة واحدة لهم. ما من عناية رعويّة خاصّة، ولا أيّ تنشئة على الإيمان والتعليم المسيحيّ للمؤمنين السيرو-مالابار بحسب تقليدهم الكنسيّ الخاصّ، إلاّ في الدوحة. إنّ الأساقفة السريان-الملاباريّين غير معنيّين قطعًا ولا تتمّ دعوتهم لهذه الغاية. والكنيسة التي بنيت من أجل جماعتنا من المؤمنين في الدوحة لم تشيَّد كرعيّة حتّى، بل تبقى ملحقة بالرعيّة اللاتينيّة. أضف إلى أنّ قيود شديدة وضعت على الهيررشيّة السيرو-مالاباريّة من خلال "قرار" من الكرسيّ الرسوليّ يمنع في هذه المنطقة أي مشاركة لكنيستنا لتأمين العناية الرعويّة الملائمة لمؤمنينا.

وضع الجماعة خطير والعديد من المؤمنين باتوا غير مبالين إزاء ممارسة الإيمان الكاثوليكيّ. والأساقفة المحلّيّون غير قادرين وغير مهيّئين بالشكل المناسب لإرساء العناية الرعويّة المناسبة بحسب إرث الكنيسة الخاصّة. لا تحظى الكنيسة السيرو-مالاباريّة بأيّ حريّة لتعتني بمؤمنيها في المنطقة، في حين هو حقّ تدعو إليه تعاليم المجمع الفاتيكانيّ الثاني والقانون الكنسيّ ووثائق تعليم أخرى. علاوة على ذلك، إنّ الكهنة الرهبان العاملين حاليًّا في المنطقة لا يملكون التدريب الرعويّ والليتورجيّ الضروريّ من أجل الاهتمام بمؤمنينا. وكما تغيب العناية الرعويّة الملائمة، كذلك يتزايد خطر أن تضلّ جماعتنا الطريق وراء الجماعات البروتستانتيّة الخمسينيّة (العنصَريّة) التي تنمو في منطقة الخليج. وعليه، إنّه جوهريّ أن يُُعهَد بالعناية الرعويّة لجماعة السريان-المالاباريّين إلى كنيستنا الخاصّة، وبذلك تأسيس البنى الكنسيّة الخاصّة ومنح سلطة الرعاية لأساقفتنا. من ناحية أخرى، وعلى عكس الرأي العامّ الذي يتداوله بعض الكنسيّين، إنّ الحكومات في منطقة الخليج هي منفتحة بشكل عامّ على الجماعات المسيحيّة، نظرًا إلى أنّها بحاجة اليوم إلى عمّال وافدين.

نأمل ونصلّي أن يتّخذ الكرسيّ الرسوليّ الإجراء المناسب من أجل تصويب الوضع الحاليّ في المنطقة وتمكين جميع الفرقاء المعنيّين تأمين العناية الرعويّة الملائمة للمؤمنين وفقًا للتقليد الليتورجيّ والروحيّ لمسيحيّي للقدّيس توما. 








All the contents on this site are copyrighted ©.