2010-10-15 13:21:52

سيادة المطران أورلندو ب. كويفيدو،، رئيس أساقفة كوتاباتو، أمين عامّ اتحاد مجالس الأساقفة الآسيويّة السامي الاحترام (الفليبّين)


باسم اتحاد المجالس الأسقفيّة في آسيا، أعبّر لكم عن امتناني لدعوتكم الكريمة لي لتمثيل اتحاد المجالس الأسقفيّة الآسيويّة، وللمشاركة في هذا السينودس الهام. وأيضًا، أعبّر باسمهم عن شركتنا وتضامننا، مع آباء السينودس المجتمعين هنا اليوم، وبالأخص إخوتنا الأساقفة في الشرق الأوسط.

موضوعنا هو "الشركة والشهادة " وهو موضوع عزيز على قلب الكنيسة في آسيا. الفقرة 55 من وثيقة العمل تنصّ على رغبة معبّرة: قبول الوحدة في التنوّع، وتشجيع الجماعات على التعاون فيما بينها: "... بعض الأجوبة اقترحت أن يُدعى، كلّ فترة (كلّ 5 سنوات مثلاً) إلى جمعيّة أسقفيّة في الشرق الأوسط".

أوّد أن أتشارك معكم في خبرة أساقفة آسيا: إنّ إجتماع اتحاد المجالس الأسقفيّة الآسيويّة كلّ أربع سنوات، منذ عام 1974، قدّم إختبارًا إيجابيًّا لتعميق الشركة. لا بد من الأخذ بعين الإعتبار أنّ الإتحاد يضم 25 عضوًا دائمًا ومشاركًا، ومنهم طقسان شرقيان قديمان: -السريانيّ المالباريّ والسريانيّ المالنكاريّ، ويتواجد في 28 دولة ومنطقة. ويغطي هذه المساحة الشاسعة من آسيا المتصلة بكازخستان غربًا إلى منغوليا شمالاً واليابان شرقًا وإلى الباكستان والهند جنوبًا، ولاندونيسيا وتيمور الشرقيّة في الجنوب الشرقيّ. وبالرغم من تنوّع الأوضاع الإجتماعيّة والإقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة والدينيّة، استطاع أساقفة آسيا أن يحققوا درجة عالية من الشركة والصداقة والتضامن والتعاون. وذلك بسبب الرؤيّة المشتركة للرسالة وللأولويّة الراعويّة.

في عام 1970، اجتمع أساقفة آسيا في مانيلا، بوحي من رسالة البابا بولس السادس، الذي تحدّث عن التحديّات الراعويّة في آسيا. وفي عام 1974 التقوا في جمعيتهم العامّة  الأولى كإتحاد مصادق عليه من قبل الكرسيّ الرسوليّ. وتوصلّوا إلى رؤية مشتركة لرسالة إعلان يسوع المسيح كربّ ومخلّص. مؤكّدين على:

إنّ التبشير بالإنجيل هو تحقيق واجب الكنيسة في إعلان إنجيل الربّ بالكلمة والشهادة. في آسيا يتضمّن ذلك:

- إدخال الإنجيل في الثقافات، ما يجعل الكنيسة المحليّة حاضرة فعليًّا في حياة شعوبنا وثقافاتهم.

- وبإدخال الإنجيل إلى التقاليد الدينيّة، يمسي الحوار حيًّا بين الإنجيل والديانات الآسيويّة، فيثمر بذار الكلمة في حياة شعوبنا.

- وأخيرًا، في إعلان البشرى السارّة للفقراء (لو 4: 18)، يندرج تجدّد حياة المسيح وقوّة سرّه الفصحيّ في بحث شعوبنا عن النمو البشريّ والعدالة والإخوة والسلام، (الإتحاد الأسقفيّ الآسيويّ، 1، 1974، أرقام 25-26).

واستخلص الأساقفة أوّلويّة راعويّة مشتركة، وهي عماد بناء الكنيسة المحليّة:
إنّ الكنيسة المحليّة هي الكنيسة المتجسّدة في شعب، كنيسة الشعب الأصليّ والمتجذّرة في ثقافة ما. وهذا يعني عمليًّا، كنيسة في حالة حوار مستمّر ومتواضع ومحبّ مع التقاليد الحيّة والثقافات والأديان، وباختصار مع كلّ الأوضاع المعيشيّة للشعب الذي وجدت الكنيسة في وسطه، وعمّقت جذورها داخله، فأصبح بفرح تاريخه وحياته خاصّيْن بالكنيسة أيضًا. (المرجع السابق، الفقرة 12).

بالنسبة إلى أساقفة آسيا، إنّ رؤية كهذه للكنيسة المحليّة ورسالتها، تنعكس جيّدًا في بناء الجماعات الكنسيّة الأساسيّة، والتي تصبح فيها الرعيّة والأبرشيّة "شركة جماعات".

وبدعم من المكاتب الراعويّة لإتحاد الأسقفيات الآسيويّة، يتطلّع الأساقفة في آسيا نحو تحقيق واسع لهذه الرؤيّة للرسالة وللهم الراعويّ الأوّلي. ومن خلال قيادتها الروحيّة، تستمرّ الكنيسة في آسيا في تحقيق موجات من الارتداد والتجدّد، وفي تجديد التبشير ونظام الحياة، لتصبح كنيسة مجدّدة بكلمة الله وخبزه الحي. وبالأمس، ذكّرتنا عظة الأب الأقدس أنّ " الشركة عطيّة من الربّ"، والشركة هي في النهاية اشتراك بحياة الله. وهي تتطلّب منّا جوابًا مفعما بالتجدّد والتوبة العميقة.

وذكّرنا الأب الاقدس أيضًا أنّه "لا شهادة، بدون الشركة: ذلك أنّ حياة الشركة هي أكبر شهادة". كم هي رئيسيّة هذه الكلمات بالنسبة لكنيسة آسيا كلّها وبخاصّة في الشرق الأوسط.

نحن "قطيع صغير" في آسيا، ونسبتنا اقل من 3% من أصل 3 مليارات من البشر في آسيا. وفي ضوء نهوض العديد من التيارات الدينيّة المشكّكة، والتطرّف الذي يغرق المنطقة في العنف والموت، يمكن أن يسيطر علينا الخوف والخجل. لكنّنا أقوياء ومتشجّعون بكلمات الربّ: "لا تخف أيّها القطيع الصغير" وبالتالي، علينا أن نجعل من شركتنا واقعًا وشهادة للربّ المخلّص. لأنّه في مناطق عديدة من آسيا، حيث لا توجد حريّة دينيّة، تمسي الطريقة الوحيدة لإعلان بشرى الربّ الشهادة له بحياة مسيحيّة أمينة، صامتة وصادقة، وهي حياة محبّة لله وخدمة صادقة للقريب. (راجع يوحنّا بولس الثاني ، "الكنيسة في آسيا"، الفقرة 23).

إنّ هذه الشهادة تدفعنا كأساقفة بشركة مع الأب الأقدس، ونحو الآخرين، إلى إتمام التحديّات الراعويّة التي تواجهنا في آسيا، مثل ظاهرة الهجرة التي يطلق عليها أحيانا إسم العبوديّة الجديدة، والتأثير السلبيّ للعولمة الثقافيّة والإقتصاديّة، وقضيّة تغيير المناخ، وقضايا التطرّف الدينيّ، والظلم والعنف في المجتمع، والحرّيّة الدينيّة، وقضايا البيوجينيّة، التي تهدّد حياة الإنسان في أحشاء أمّه، ومن لحظة الحبل به إلى لحظة الموت الطبيعيّ.

وفي حوارنا كعلامة شركة في بيت الربّ، نصلّي لكي نستطيع أن نرسم مقاربة راعويّة مشتركة، لهذه القضايا المختلفة كشهادة لإيماننا بيسوع المسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.