2010-10-15 16:09:35

حضرة الأب خوزيه رودريغيث كارباجو، فرنسيسكانيّ، الرئيس العامّ للرهبانيّة الفرنسيسكانيّة للإخوة الصغار السامي الاحترام (اتحاد الرؤساء العامّين) (إيطاليا)


في العام 1218، توجّه القدّيس فرنسيس الأسّيزي نحو الشرق. في دمياط، إجتمع مع السلطان مالك الكامل. خلال أجواء الحملات الصليبيّة،لم يذهب الأخ الفقير مع السلاح، ولا بدافعٍ من رغبة الفتوحات بل بدافعٍ من إرادته الثابتة بأن يلتقيَ بالآخر، المختلف عنه، بمعنى آخر، مع العدوّ. لم يذهب ضدّ أحد، ولكن معهم وبينهم. (رج "قانون"، رقم  16.5). هذه هي "تربية اللاعنف" والحوار. منذ ذلك الوقت، نحن الفرنسيسكان حاضرون بطريقة مستمرّة في الأرض المقدّسة كحرّاسٍ للأماكن المقدّسة، باسم الكنيسة الكاثوليكيّة و"الحجارة الحيّة"، في المدارس، والرعايا ومن خلال الأعمال الإجتماعيّة العديدة، في خدمة الجميع بدون تمييزٍ في الإيمان. هذه هي الأعجوبة الصغيرة/الكبيرة لِهذا

العمل النبويّ للقدّيس فرنسيس في دمياط، وللتربية على اللاعنف و"حوار الحياة".

الحوار الذي يصبح لقاءً ليس لديه البديل الممكن في العلاقات مع باقي الجماعات المسيحيّة -الحوار المسكونيّ- وليس لديه البديل في العلاقات مع اليهوديّة والإسلام -حوار بين الأديان- الذي يَمرّ عبر الاعتراف بالخيرات الروحيّة والأخلاقيّة الموجودة في هذه الأديان (رج "في عصرنا"، 2)، بل يمرّ أيضًا بحسب المنهجيّة التي اقترحها القدّيس فرنسيس في "قانونه" عبر الشهادة لإيمانه الخاصّ في الحياة اليوميّة، بدون جمع بين المعتقدات ولا بالنسبيّة، بروح الوداعة بعيدًا عن النـزاعات، وعندما يحلو للربّ، من خلال الكلمة (رج "قانون"، 16، 6-7). إنّ الحوار و"طريق اللاعنف" لا بديل لهما حتّى في ما يتعلّق بمسار السلام في المنطقة.

نحن المسيحيّين مدعووّن، أمام هذا المشهد الحزين من النـزاعات الكثيرة في الأراضي المقدّسة وضدّ الفكرة المنتشرة أنّ الديانات هي في أساسها، إلى أن نبرهن للعالم أجمع أن الديانات التي تُعاش بطريقة أصيلة، هي في خدمة التفاهم بين المختلفين، في خدمة السلام وهي تصنع قلوبًا مصالَحة ومصالِحة. إنّ المصالحة في منطقة الشرق الأوسط تمرّ عبر اللقاء بين الأديان، وبالنسبة لنا نحن المسيحيّين تمرّ عبر اللقاء/الحوار بين مختلف الطوائف المسيحيّة. "بدون شركة، ليس هناك شهادة" (رج البابا بندكتوس السادس عشر) 

في سياق البشارة الجديدة، أودّ أن أطرحَ أربعة مقترحات:

تحضير تعليم مسيحيّ موحّد لجميع الكاثوليك في الشرق الأوسط

أخذ مبادرات فعليّة من أجل إقامة دورات تناسب إحتياجات البشارة الجديدة، والوضع الخاصّ في الشرق الأوسط لجميع العاملين في الوسط الرعويّ: الكهنة، الرهبان والعلمانيّين.

مع استمرارية السنة البولسيّة، الاحتفال بسنة تكرّس "للقدّيس يوحنّا" في كلّ كنائس الشرق الأوسط، وإذا كان بالإمكان مع الإخوة في الكنائس غير الكاثوليكيّة.

تقوية الدراسات الكتابيّة وبخاصّةٍ عبر المؤسّسات الثلاثة الموجودة في القدس: كليّة العلوم البيبليّة والعلوم الآثاريّة الفرنسيسكانيّة، المدرسة البيبليّة للدومينيكان، والمعهد البيبليّ اليسوعيّ.

 إلى ذلك، أتمنى، أمام التناقص الدائم لعدد المسيحيّن في الأراضي المقدسّة، أن تصدر كلمة تشجيع من هذا السينودوس للجماعات المسيحيّة وبالأخصّ الكاثوليك الذين يعيشون على هذه الأراضي. ليكن هذا السينودس مناسَبة مؤاتية لتعزيزٍ قويّ للحوار المسكونيّ والحوار بين الأديان. ولترتفع عندئذٍ الصلاة الحارّة والواثقة من أجل السلام في الشرق الأوسط وفي القدس، ولنرفع نداءً ملحًّا للذين بين أيديهم مصير شعوب الشرق الأوسط، خصوصًا في الأراضي المقدّسة، ليصغوا إلى صراخ الرجال والنساء الكثر ذوي الإرادة الحسنة لكونِهم يصرخون للسلام ولإحترام العدالة.








All the contents on this site are copyrighted ©.