2010-10-10 12:41:23

البابا في قداس افتتاح السينودس الخاص بالشرق الأوسط: هدف جمعية السينودس رعائي بامتياز


قال البابا بندكتس الـ16 إن الاحتفال الإفخارستي مميز لنا اليوم، نحن المجتمعين عند قبر القديس بطرس، لسبب استثنائي: نعمة رؤية أساقفة منطقة الشرق الأوسط مجتمعين لأول مرة في جمعية سينودسية، حول أسقف روما وراعي الكل. ويبين مثل هذا الحدث الفريد اهتمام الكنيسة جمعاء بهذه الشريحة الغالية والمحبوبة من شعب الله، التي تعيش في الأرض المقدسة وفي الشرق الأوسط بكامله.

وفي قداس احتفالي ترأسه صباح اليوم الأحد في البازيليك الفاتيكانية مفتتحا سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط، رأى البابا أن سيد التاريخ سمح، رغم أحداث غالبا ما تكون صعبة ومعذبة، بأن يشهد الشرق الأوسط دائما استمرار حضور المسيحيين  منذ أيام يسوع وحتى اليوم. في تلك الأراضي، تعبر كنيسة المسيح الواحدة عن ذاتها عبر تنوع التقاليد الليتورجية، الروحية، الثقافية والتنظيمية للكنائس الشرقية الكاثوليكية ذات الحق الخاص كما عبر التقليد اللاتيني.

إن ما نسميه "الشرق الأوسط"، مع خصوصيته، هو جزء من هذه الإحداثيات. ويرى الله هذه المنطقة من العالم من منظور مختلف، يمكن القول "من الأعلى": هي أرض إبراهيم وإسحق ويعقوب؛ أرض الخروج والعودة من المنفى؛ أرض الهيكل والأنبياء؛ الأرض التي فيها ولد ابن الله الوحيد من مريم، حيث عاش، مات وقام؛ مهد الكنيسة، المؤسَسة لحمل إنجيل المسيح حتى أقاصي الأرض. ونحن أيضا، كمؤمنين، ننظر إلى الشرق الأوسط بهذه النظرة، من منظور تاريخ الخلاص. إنها وجهة النظر الداخلية التي قادتني في الرحلات الرسولية إلى تركيا والأرض المقدسة – الأردن، إسرائيل وفلسطين – وإلى قبرص حيث استطعت التعرف عن كثب إلى أفراح الجماعات المسيحية وهمومها. ولهذا أيضا رحبت بطيبة خاطر باقتراح البطاركة والأساقفة لدعوة جمعية سينودسية للتفكير سويا، في ضوء الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة، حول حاضر ومستقبل مؤمني وشعوب الشرق الأوسط.

النظر إلى تلك البقعة من العالم من منظور الله يعني أن نرى فيها "مهد" مشروع شامل للخلاص في الحب، سر شركة يتحقق في الحرية ولذلك يتطلب تجاوبا من البشر. تكونت الكنيسة لتكون، في وسط البشر، علامة مشروع الله الخلاصي الشامل والوحيد وأداته؛ إنها تتم هذه المهمة عندما تكون ذاتها بكل بساطة، أي "شركة وشهادة"، كما ينص موضوع الجمعية السينودسية الذي يفتتح اليوم.

إن هدف جمعية السينودس هو رعائي بامتياز. ولئن كان من المستحيل تجاهل الوضع الاجتماعي والسياسي الحساس والمأساوي في بعض البلدان، يرغب رعاة الكنائس في الشرق الأوسط التركيز على الأوجه الخاصة برسالتهم. شددت ورقة العمل على هذه الغاية الكنسية للجمعية، بالتأكيد على أنها تريد، تحت إرشاد الروح القدس، إحياء شركة الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: قبل كل شيء داخل كل كنيسة وما بين جميع أعضائها، وتاليا في العلاقات مع الكنائس الأخرى. وتشكل مناسبة ملائمة لمتابعة الحوار بطريقة بناءة مع اليهود كما مع المسلمين أيضا.

إن مسيحيي الأرض المقدسة، رغم الصعوبات، مدعوون إلى إحياء الوعي بأنهم حجارة حية للكنيسة في الشرق الأوسط قرب أماكن خلاصنا المقدسة. ولكن العيش في الوطن بكرامة لهو قبل كل شيء حق إنساني أساسي: لذلك وجب تعزيز شروط السلام والعدالة التي لا غنى عنها من أجل إنماء متناغم لجميع سكان المنطقة. فالجميع مدعوون إلى تقدمة مساهمتهم الخاصة: الجماعة الدولية والديانات المتواجدة بأكثرية في المنطقة. سيستمر المسيحيون في الإسهام ليس فقط في أعمال النهوض الاجتماعي وحسب، بل بروح التطويبات الإنجيلية التي تدفع لممارسة الغفران والمصالحة. في الالتزام هذا سيلقون دعم الكنيسة جمعاء كما يشهد رسميا على ذلك حضور مندوبي الجسم الأسقفي في القارات الأخرى.








All the contents on this site are copyrighted ©.