2010-10-08 14:27:26

سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط: الحضور المسيحي في الشرق شهادة ورسالة


ينعقد في الفاتيكان الأحد القادم في 10 من الجاري، سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط الذي يشدد في عنوانه على أواصر الشركة بين الكنائس في الشرق، مهد المسيحية والأديان. وعشية تلك المناسبة، نقتطف من الرسالة الرعوية المشتركة تحت عنوان "الحضور المسيحي في الشرق شهادة ورسالة" التي وجهها بطاركة الشرق الكاثوليك في عيد الفصح عام 1992 إلى مؤمنيهم في شتى أماكن وجودهم، ما جاء حول حضور الحوار:

أبعاد الحوار: إن الشرق أرض الحوار بين الله والإنسان عبر تاريخ التدبير الخلاصي. ولقد بلغ هذا الحوار قمته في المسيح حيث إنه يجمع في طبيعته اللاهوت والناسوت في آن واحد. ففيه ترتفع البشرية إلى خالقها ويقترب الله من أبنائه البشر في حوار دائم يكون صدى لذاك الحوار الأزلي القائم في الثالوث الأقدس بين الأقانيم الثلاثة. ولقد حاور الله الإنسان في يسوع المسيح ليتمكن البشر من أن يتحاوروا في ما بينهم.

كنيسة الحوار: وفي المجمع المسكوني عرّفت الكنيسة نفسها على أنها كنيسة الحوار من منطلق هويتها ودعوتها ورسالتها.. وتمتاز بلادنا اليوم، كما في الماضي، بالتعددية بمختلف أشكالها، الدينية والعرقية والثقافية والكنسية، مما يجعل الحوار دعوتها الأساسية وتحديها الأكبر. أما كنائسنا فإنها ترى أن مثل هذا الوضع إنما هو من علامات الأزمنة التي تقرأها في ضوء إيمانها ورسالتها، لتكتشف فيها دعوتها، دعوة للحوار قبل كل شيء، فتكون علامة حية لوحدة الأسرة البشرية في عالم تمزقه الانقسامات، وفي وقت تدعى فيه الديانات إلى اتخاذ دور إيجابي في حل مشاكل الإنسان، بدل أن تكون مصدر تناحر واقتتال بين أبناء الأسرة البشرية الواحدة والوطن الواحد.

شروط الحوار: الحوار موقف روحي فبل كل شيء يقف فيه المرء أمام ربه محاورا، فتسمو نفسه ويطهر فلبه ووجدانه، فينعكس ذلك على حواره مع نفيه وعلى حواره مع الآخرين، أفرادا وجماعات.. ويعني الحوار مع الآخر معرفتَه والتعرف عليه والاعتراف به، معرفتَه كما يعرف هو نفسه، والتعرف عليه بكامل شخصيته، والاعتراف به كمكمّل لنا أكثر منه خصما أو منافسا أو عدوا، وذلك بعيدا عن الأفكار المسبقة من أي نوع كانت، والمصالح والأنانيات.








All the contents on this site are copyrighted ©.