2010-10-07 14:42:30

خطاب البابا إلى المشاركين في مؤتمر الصحافة الكاثوليكية بروما


رأى البابا بندكتس الـ16 أن عالم الإعلام يمر بمرحلة تحول عميقة حتى في داخله، وأن نمو التقنيات الجديدة وبخاصة المالتيميديا المنتشرة، يبدو وكأنه يطرح سؤالا حول دور الوسائل التقليدية والمتأصلة، خلال استقباله في القصر الرسولي بالفاتيكان جميع المشاركين في مؤتمر الصحافة الكاثوليكية الذي انتهى اليوم في روما.

دعا البابا الإعلاميين والصحافيين الكاثوليك للبحث عن الحقيقة ومتابعته بالفكر والقلب، وبمهنية العاملين ذوي الكفاءة والمجهّزين بالوسائل المناسبة والفعالة. ولفت إلى أن التقنيات الجديدة وما تحمله من تطور ورقي، قادرة على إحلال تبادل بين الحقيقي والمزيف وقد تفضي إلى التباس الواقعي بالافتراضي؛ فيغدو البحث عن طرق لتعزيز حقيقي للإنسان إلى درجة ثانوية لأن تقديم الحدث يتم بتحريك المشاعر. وتدق هذه النواحي ناقوس الخطر وتدعو إلى اعتبار الخطر بأن الافتراضي يبعد عن الواقع ولا يحفز على البحث عن الحق والحقيقة.

حض البابا الصحافة الكاثوليكية للتعبير حتى النهاية وبشكل جديد عن إمكاناتها وطاقاتها وتعطي صدقا لرسالتها يوما بعد يوم، والكنيسة تسهل هذا العمل وهذه المهمة لأن الوسيلة والرسالة تتلاقيان في يسوع المسيح، كما أن الكنيسة الحاضرة والمتزامنة في كل مكان، تغذي قدرة العلاقات الأكثر أخوية والأكثر إنسانية، لأن المسيح هو قوتها.

وسطر البابا أن التحدي الإعلامي ملزم جدا بالنسبة للكنيسة ولمن يشاطرونها رسالتها، ولا يمكن أبدا أن يتجاهل المسيحيون أزمة الإيمان في عصر اليوم حيث تبرز فكرة العيش كأن الله غير موجود والتي أتثبت أنها غير مجدية، فقال إن العالم بالحري يحتاج لعيش كأن الله موجود، حتى ولو لم توجد القوة للإيمان، وإلا فإنه يولّد فقط "إنسانية غير إنسانية".

حث البابا العاملين في وسائل الاتصالات على الوعي الذاتي للخيار الأساسي الذي يخوله التعامل مع العالم لكي يضع الله دوما في أعلى سلم القيم. وأضاف أن مهمة الصحافيين الكاثوليك هي مساعدة الإنسان المعاصر على التوجه صوب المسيح المخلص الأوحد، والإبقاء على شعلة الرجاء متقدة في العالم، في سبيل عيش اليوم بكرامة وبناء المستقبل بشكل مناسب.








All the contents on this site are copyrighted ©.