2010-10-02 16:20:45

خطاب البابا في أعقاب الحفل الموسيقي في قاعة بولس السادس بالفاتيكان


حضر البابا بندكتس السادس عشر مساء أمس الجمعة حفلا موسيقيا في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان نظمته على شرفه شركة "إيني" الإيطالية للطاقة وقدمته أوركسترا وجوقة أكاديميا القديسة سيسيليا للموسيقى. أعرب الحبر الأعظم في كلمة ألقاها للمناسبة عن ارتياحه الكبير لأعمال ترميم أعمدة برنيني المحيطة بالساحة الفاتيكانية والتي تجري برعاية الشركة الإيطالية مشيرا إلى أن هذه الأشغال بدأت بعد الانتهاء من تنظيف واجهة بازيليك القديس بطرس وقد شاهدها بأبهى حلة ملايين الحجاج الذين توافدوا إلى العاصمة الخالدة خلال يوبيل الألفين الكبير وبعده. وقال إن هذه الأشغال تشبه إلى حد كبير عمل الأوركسترا الموسيقية التي قدمت مقطوعات لهايدن، بيتهوفن وبيرت.

أكد بندكتس السادس عشر في كلمته أن الأوركسترا عزفت مقطوعة "سيسيليا، العذراء الرومانية" التي تعطي صوتا للشهادة للإيمان بالمسيح والاستشهاد في سبيله. وقد شكلت هذه القديسة رمزا للاستشهاد لكونها شهيدة وشفيعة الموسيقى والغناء العذب. وأكد الأب الأقدس أن الإيمان يشكل "خروجا عن الصمت" كما يقول القديس أغناطيوس الأنطاكي، مشيرا إلى أن الإيمان يحتاج إلى صمت وسكون داخليين يتيحان للمؤمن الإصغاء إلى كلمة الله التي تتخطى حدود المادة.

إن هذا الصوت ـ تابع البابا يقول ـ يخاطب الإنسان من خلال عوامل الطبيعة، لأنه صوت القوة التي خلقت الكون. لكن الإصغاء إلى هذا الصوت يتطلب قلبا متواضعا ومطيعا، كما تعلمنا القديسة تيريزيا الطفل يسوع التي نحتفل اليوم بعيدها. فالإيمان يتبع هذا الصوت العميق، ويسير معه على طريق الشهادة، وبذل الذات بدافع المحبة كما فعلت أيضا القديسة سيسيليا.

ومن هذا المنطلق ـ ختم بندكتس السادس عشر يقول ـ إن أجمل تحفة فنية من صنع الإنسان هي أعمال المحبة الأصيلة التي يقوم بها في حياته اليومية، وصولا إلى حد التضحية بالذات في سبيل الآخرين. وهكذا تصبح الحياة نفسها أنشودة، تسبق السيمفونية التي سننشدها معا في الفردوس.








All the contents on this site are copyrighted ©.