عظة البابا في قداس بيلاهيوستون بارك في غلاسكو: بناء غد مشع لاسكتلندا

"ملكوت الرب قريب منكم" (لوقا 10/9) بهذه الآية الإنجيلية استهل البابا بندكتس الـ16 عظته في منتزه بيلاهيوستون بارك بغلاسكو خلال قداس احتفالي حاشد حضره عشرات الآلاف من المؤمنين وشاركه فيه الكاردينال أوبراين رئيس أساقفة العاصمة ولفيف أساقفة اسكتلندا، فشكر رئيس أساقفة المدينة والحكومة البريطانية والاسكتلندية على ما يقومون لحسن سير الزيارة الحبرية.

شجع البابا الكاثوليك على مواصلة درب الحوار والثقة المتبادلة مع أعضاء كنيسة اسكتلندا والكنيسة الأسقفية الاسكتلندية، وحضهم على الصلاة والعمل من أجل بناء غد مشرق لاسكتلندا، مؤسس على الإرث المسيحي المشترك. كما ذكر بمئوية المؤتمر الإرسالي العالمي في أدنبره الذي سجل ولادة الحركة المسكونية الحديثة.

قال البابا إن التبشير بالإنجيل كان يصحبه اهتمام بكلام الله الموحى وبالثقافة التي فيها سيزرع كلام الله جذوره وينمو. ولفت إلى أن في اسكتلندا ثلاث جامعات أسسها بابوات وبينها جامعة سانت أندروز التي ستعيد مئويتها السادسة، فحث الاختصاصيين والسياسيين والمربين الكاثوليك الاسكتلنديين على عدم نسيان دعوتهم لاستثمار مواهبهم وخبرتهم في خدمة الإيمان.

تطرق البابا لموضوع أنجلة الثقافة فشدد على أهميتها البالغة في عصر تطغى عليه "دكتاتورية النسبية" وتهدد بتعتيم الحقيقة الثابتة حول طبيعة الإنسان ومصيره وخيره النهائي. ورأى محاولات اليوم لإقصاء المعتقد الديني عن الساحة العامة وخصخصته وبالحري تظهيره كأنه تهديد للمساواة والحرية، وشدد على أن الدين ضمانة لحرية أصلية واحترام يقود لاعتبار كل شخص أخا وأختا. ولذا، ناشد المؤمنين العلمانيين المتعاطين للشأن العام أن يدافعوا ويحاموا عن تعزيز العلم والنظرة للعالم بعين الإيمان.

وتوجه البابا بالكلام لأساقفة اسكتلندا فشجعهم على تحمل مسؤولياتهم الرعوية تجاه كاثوليك البلاد ونحو كهنتهم بأولى درجة والحرص على قداستهم والعيش معهم ملء المحبة النابعة من المسيح والصلاة الدائمة من أجل الدعوات للكهنوت. وخص البابا الكهنة بكلمة دعاهم فيها لإعلان بشرى الإنجيل بقلب طاهر وضمير مستقيم والتكرس الكامل لله.

ووجه البابا كلمة خاصة للشباب الكاثوليكي في اسكتلندا، فناشدهم عيش حياة تليق بهم وبالرب يسوع المسيح، وتحاشي تجارب كثيرة تواجههم يوميا كالمخدرات والمال والجنس والدعارة والكحول التي تمنح سعادة زائفة تؤدي للدمار وتولد انقساما، كما حثهم على البحث عن يسوع المسيح فيتعرفوا عليه ويحبوه، وسيحررهم من عبودية الوجود الساحرة والسطحية التي يعرضها مجتمع اليوم.

وفي ختام عظته في قداس منتزه بيلاهيوستون بارك بغلاسكو، أكد البابا صلاته من أجل الجميع باللغة الاسكتلندية القديمة فقال: ليكن سلام الله وبركته معكم؛ ليحفظكم الله؛ وليبارك الله شعب اسكتلندا!