زيارة البابا للملكة المتحدة: مقابلتان مع أسقف غلاسكو باسكتلندا ورئيس أساقفة إنكلترا وبلاد الغال

أعرب المطران ماريو كونتي رئيس أساقفة غلاسكو باسكتلندا عن سعادته المطلقة لحلول البابا بندكتس الـ16 في أبرشيته وبين مؤمنيه لمناسبة زيارته التاريخية المقبلة للمملكة المتحدة ولاسكتلندا التي تتميز عن بريطانيا بتاريخها وثقافتها وتدينها، فالكنيسة الوطنية هي الكنيسة المشيَخية، كما أن الزيارة البابوية هامة جدا لتعزيز مسيرة الحوار المسكوني.

شدد المطران كونتي، في مقابلة أجرتها معه إذاعة الفاتيكان، على أن الكنيسة الكاثوليكية في اسكتلندا وأبرشياتها ورعاياها ومؤمنيها قد استعدت روحيا ولوجستيا لاستقبال البابا الذي سيصل في اليوم المصادف وتذكار القديس نينيان مبشر اسكتلندا الأول وهو صورة لامعة في تاريخ البلاد التي تحتضن زهاء 800 ألف كاثوليكي من أصل 5 ملايين نسمة.

وأشار رئيس أساقفة غلاسكو إلى معارضة بعض فئات المجتمع لزيارة بندكتس الـ16 لأسباب مختلفة منها فلسفية وأخرى أدبية أخلاقية، ولكنه أكد فخر غالبية السكان باستقبال بابا روما على أرضها، نظرا لتطور العلاقات المسكونية بين الكنيستين الكاثوليكية والمشيَخية.

من جهته، قال المطران فينست نيكولز رئيس مجلس أساقفة إنكلترا وبلاد الغال إن الزيارة الرسولية التي تحمل شعار "القلب يخاطب القلب"، سينجح فيها البابا حتما بمخاطبة الناس رغم روح العلمنة السائد في البلاد، لأنهم منفتحون جدا على واقع الله في حياتهم اليومية وليس غريبا عنهم. سيخاطب بندكتس الناس مباشرة وليس من منظار وسائل الإعلام المراهنة على سلبية الزيارة.

وعن المسيرة المسكونية بين الشراكة الأنغليكانية والكنيسة الكاثوليكية، قال المطران نيكولز إن زيارة البابا لقصر لامبيث حيث يلتقي رئيس أساقفة وستمينستر ستكون حدثا بالغ الأهمية والثمار وستسهم في تقدم المراحل المقبلة من العلاقات المسكونية بينهما.

وأشار رئيس مجلس أساقفة إنكلترا وبلاد الغال إلى أن إعلان الكاردينال جون هنري نيومان طوباويا هو قمة الزيارة الرسولية للمملكة وأبرز محطاتها، لأن لنيومان موقعا مميزا في الساحة الفكرية والثقافية الإنكليزية كونه شاعرا وأديبا ومربيا. الكاردينال نيومان استشف منذ أمد بعيد ما سيحصل في المستقبل من أن المسيحية لن تعرف أهمية تذكر في الشأن العام الإنكليزي إزاء زحف العلمنة إلى النفوس والنصوص.